ومع عودة الفاتحين وإنتصار رباطهم وجهادهم ضد قوى العدوان وتحالف أراذل البشرية ومنحطيّ الإنسانية كان لنا وقفة للحديث عن صبرهم وثباتهم فأيُ إيمانٍ يحملونه وأيُ شجاعة يمتلكونها وأيُ حرب وحصارٍ ومعاناتٍ تقبّلوها بروح الصبر والعزيمة والإصرار وهم يواجهون أعتى جيوش العالم ووجحافل مرتزقته.
نعم كانوا على ثقة بالله أعتمدوا عليه وأنطلقوا في سببله كحقٌ مشروع وهدفٌ سامي وقضية أمة حملوها على عاتقهم قويٌ إيمانهم بالله شجاعة من بأس الله وقوّته يمتلكون وبصلابة إيمانهم وشكيمة بسالتهم واجهوا حرباً عالمية ولم ترتعد فرائصهم وحصارٌ خانق واجهوهـ بقلوبٌ ملؤها الصبر عند الشدائد مع مجابهة الظالمين المعتدين.
عامين وأزدادوها ستة شهور برحب إيمانهم ووفاءً لقدسية جهادهم عن الأرض والعرض والوطن وأهالي الدريهمي بصدق إيمان ذادوا عانوا ذابوا صبروا أجادوا ثبتوا تحدّوا حازوا قهروا فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما أستكانوا وبصبرهم بجهادهم وصدق إيمانهم ورباط جأشهم أحبهم الله وتوّج مسيرة صبر عامين ونصف من الحصار والمعانات بالإنتصار والغلبة وتحرير كامل مديرية الدريهمي إلى مناطق واسعة متفرّقة إلى خط الطائف الساحلي وهناك قطعوا خط إمداد المرتزقة والمنافقين من وإلى بعض جبهات الساحل الغربي.
عامين ونصف مابين مطرقة الحرب وسندان الحصار
كانت مجاميع من الجيش واللجان الشبعية عند المسؤلية الكبيرة التي تُحتّم عليهم مقاومة المجرمين أيٍّ كانوا عُرباً أو مرتزقة أو ذات فصائل اخرى.
وعن رجال معركة وحصار الدريهمي تتحدّث الأحداث وتتوالى الأخبار وهم القلة القلية المؤمنين ببسالة يجابهون المخاطر وبإسطورية المحاربين وقفوا سداً منيعاً وحاجزاً كُسرت عليه زحوفات الأعداء على مدى عامين ونصف تبددّ حلم الأعداء وقُهرت جحافلهم في رمال تهامة الحارقة التي أكتوى منها المرتزقة وشرب السُمّ الزعاف من قبضات وأسلحة المجاهدين الذين وثبوا وجاهدوا في الله حق الجهاد حتى أتاهم يقين النصر من الله.
طُردَ المحاصرِين وتنفسّ بالحريّة من عانى الحرب وجور الحصار وكان عاقبة الذين جاهدوا صبروا صابروا ورابطوا كانت عاقبتهم الفلاح والعزة والتمكين ومع مواصلة حرب التحرير والسيادة للجمهورية اليمنية كان مجاهدي الجيش واللجان الشبعية بمثابة العيون الساهرة لأمن وسلامة عامة أبناء اليمن وأبناء الدريهمي بشكل خاص وهم إلى جانبهم الرجال يعانوا يصبروا ويتحملوا ويتقاسمون كسرة الخبز وقليلاً من الزاد وشيئاً من ورق الأشجار والمياه المالحة.
اليوم يعيش اليمن فرحة الإنتصار والتحرير فرحة فكُ الحصار عن الدريهمي وإشراقة شمس السيادة والإستقلال والعزة الدينية والوطنية.
إلى كل ربوع الوطن ومن مختلف مناطق الجهاد الحرّة يعيش الشعب فرحة إستقبال الأبطال الميامين الذين كانوا لها وأهلها في المكان والزمان الذي أرادهم الله فيه مجاهدين سطرّوا مواقف إعتزاز مواقف تعتز بها الإنسانية ويفاخر بها أحرار البشرية مواقف جعلتهم يعانقون السماء مجداً وسموّاً وهم يذودون عن أرض وإنسان تهامة والدريهمي بشكلٍ خاص بصبر كبير وبثبات منقطع النظير وبمعنويات عالية تناطح السحاب
وهاهم اليوم بعد عامين ونصف من المواجهة المباشرة مع العدو ومرتزقته والحصار الخانق من قبل تحالف أشرار البشرية وعوام الإرتزاق.
هاهم اليوم بعد الحصار يعودون إلى منازلهم إلى أحبتهم مزاورين بعنفوان يماني وإيماني خروجوا منتصرين فاتحتين لم يرعبهم القصف ولم يخيفهم الحصار ولم تثني جهادهم تلك الحشود المهولة والجحافل المدججّة والمرتزقة وما زاد رجالنا ومجاهدينا المحاصرين إلاً عزماً وتثبيتا ذات مجدٍ لا يضاهيه رفعةً.
فرحة العائدين أمتزجت بدموع المستقبلين
عاش أهاليهم فرحة لا توصف فكان أن أستبقلوهم فاتحين منتصرين لهم الغلبة والتأييد الإلهي الذي كان إلى جانب مرابطوا الدريهمي الذين سطروا بصبرهم وجهادهم وقتالهم دورس من التضحية والفداء ونالوا شرف الإنتصار وهزموا تحالف العدوان ومنافقيه.
دعوة للقيادة الثورية والسياسية والعسكرية بالإهتمام بهولاء الفرسان والليوث الحيدرية اهتموا بهم اعتنوا بهم اكرموهم ارشفوا بطولاتهم وثقوا تضحياتهم ابذلوا ما بوسعكم إهتماماً وتكريماً يليق بما قدّموه المرابطين في سبيل الله وسبيل دفع الشر وفك الحصار عن الدريهمي وكامل أراضي تهامة وعامة اليمن..