✍ أبو يحيى الجرموزي
ـــــــ ونحن إذ نعيش هذه الأيام مع بداية السنة الهجرية الجديدة ذكرى عظيمة غراء ذكرى هجرة النبي الأعظم من مكة إلى المدينة .
والتي كان لها عظيم الأثر في تغيير العالم وتوجيه سيرة التاريخ وأظهرت أن إرادة الله الواحد القهار فوق مكائد المشركين والحاقدين مهما كانت قوتهم .
حاول مشركو قريش أن يقضوا على دعوة الإسلام ونبيها بشتى الطرق والوسائل؛ من مساومة وحصار وتضييق واضطهاد وتعذيب، لكنها كلها فشلت في أن تزعزع النبي وأصحابه عن ما هم عليه، وزادتهم يقيناً في دعوتهم وإصراراً على نصرة دينهم، فما كان أمام أعداء الإسلام وسيلة أخرى هي القضاء على رمز الدعوة المتمثل بالنبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله،
غير أن الله أرادها بداية لانتصار الإسلام،
( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَويَقْتُلُوكَ أَويُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )
هذه الهجرة التي بفضلها تبدّل حال الدعوة ومعها ثلة من المؤمنين الصادقين الذين صبروا على الظلم والاضطهاد من ضعف إلى قوة، فكانت بحق الفيصل بين عهد الاستضعاف وعهد التمكين.
نحن اليوم وإن كانت تفصلنا عن حدث الهجرة قرون من الزمن، فمعانيها وعبرها ما زالت حية وحاضرة ومتجددة، ومطلوبٌ أن نعيد الارتباط بها، وما أحوجنا اليوم وواقع الأمة كما هو جليّ ضعف وهوان وتطبيع مع اعداء الله،
نحن بحاجة إلى أن نسلك سلوك الهجرة الايماني الجهادي لنصلح ما فسد وجبر ما انكسر.
لنطوف في تفاصيل ووقائع وأحداث الهجرة نيتنا في ذلك أن لنتتلمذ على يد رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله الأطهار لعلنا نقطف بعض المعاني والدروس والعبر، فتحشد بإذن الله هِممنا وتوجه سلوكنا وتنير طريقنا لنهاجر إلى الله ورسوله في زماننا هذا الذي لا يختلف تماماً عن عهد رسول الله فما نواجهه اليوم من اعداء هم أولئك الذي واجهم الرسول.
واجه الطغيان الأموي والنفاق والشرك القرشي الذي يجسده اليوم الطغيان الأمريكي والنفاق الخليجي والعربدة الصهيونية الاسرائيلية.
حريٌّ بنا أن تستذكرها نعيشها كواقعٌ نعتاشه ونستلهم منها الدروس والعبر ونستلخص الحكم ونسترشد منها العزيمة والاصرار والثبات على الحق والسير على الطريق المستقيم مهما كانت المعوقات ومهما كانت التحديات فمحمد صلوات ربي وسلامه عليه وآله هاجر لله وفي سبيله وابتغاء مرضاته تاركاً هو وأصحابه الأجلّاء رضوان الله عليهم أحب البقاع وأطهر الأرض الى قلوبهم ووجدانهم.
ففي رحابها المباركة وأيامها الخيّرة نجدها ذكرى غرّاء ذكرى ملؤها الدروس والمواعظ الحسنة لما آلت إليه نتائجها حينما عاد الرسول والمسلمين فاتحين لمكة فتحاً كبيراً
فتحاً جعل الإسلام يشرق على كوكب الأرض بمساحته بعظمته وبرونقه الوضّاء وبهاء المعاملة الحسنة والنصح والجهاد إستجابة لله وللرسول إلى مافيه الحياة والسعادة في الدنيا والآخرة.
اليوم وبعد ألف وأربع مئة عام هاهم آل سعود ومنافقو العرب وعبرهم يعود اليهود والنصارى الى جزيرة العرب بعد أن خرجوا منها أذلّاء صاغرين.
لكّنا في اليمن وعلى مدى سبع سنوات هجرية نجد رجال اليمن مجاهدو الجيش واللجان الشعبية حول الرسول مجاهدين مهاجرين في سبيل الله قتلاً وتنكيلاً بالصهاينة والأمريكان ومنافقو العروبة ومشركو الخليج أحفاد الأمويين.
يسطرون أعظم الابداع الجهادي والى نحور الاعداء يصوّبون سهامهم.
وبإدن الله سنخرجهم ونطهر الأرض من رجسهم ونفاقهم حتى لو طبّع معهم عالم والإنسان فكما أُخرجوا سابقاً سيخرجون وسيُغلبون مرةً ومرّات.
هنا نجدد العهد لله وللرسوله وللمهاجرين أننا على طريقهم سائرون مهاجرون مجاهدون لا نخاف في الله لومة لائم والعاقبة للمتقين