✍ أبو يحيى الجرموزي ــــــ حُلة المستبصرين ورمز المجاهدين وتاج الذاكرين وقدوة الموحدّين وامام المتقين والثائرين وفخر الأحرار ونسب الشرفاء حليف القرآن وقرينه ذك هو الإمام التقي زيد ابن علي عليهما السلام.
ففي زمن الظلم والاضهاد والعبثية والاستكبار الأموي ونفاق علماء السوء لولاة الجور وتمجيد الظلمة وترميز الفاسدين والناكثين .
من أحب الحياة عاش ذليلا بهذا الشعار وفي رحلة جهادية قاطعاً مسافة تزيد عن الألف كيلوه متر من مدينة الرسول الأعظم عليه وعلى آله الصلاة والسلام إلى الكوفة حيث يجثم النظام الأموي هناك على مستضعفوا الأمة مع رضوخ وتواطؤا من يرون أنفسهم علماء في بلاط الملك.
كان خروجه ثائراً في وجه الأمير الفاسق هشام بن عبدالملك بن مروان العابث والناكث لدين الله.
ومع حاجة الأمة لمن يرفع عن كاهلها الظلم والاضطها ويحرّرها من عبودية الجبابرة وطاعة اللئام على حساب الكرام خرج الإمام زيدٌ عليه السلام ثائراً محافظاً ومجدداً لدين الله ورسالة المصطفى.
ومع خروجه كانت الأمة بحاجة إلى خروج كهذا وصدعٌ بالحق في وجوه الظالمين أيٍ كانت تبعات هذا الصراع
وهو يعرف ان الخروج سيكلفه حياته لكنه قال إني لا أرى الموت إلَّا سعادة والحياة مع الظالمين برما.
ولم يكُن خروجه وثورته وبصيرته الجهادية لجاهٍ أو منصب أو لشهرةٌ ما وإنما خروجٌ لإحقاق الحق المحمدي وإماتة الباطل الأموي الممتد فرعاً خبيثاً من تلك الشجرة التي عافت فساداً وخُبثاً أنهك الحرث والنسل وجعل من الطلقاء وأبناءهم وأحفادهم أمراء متسلطين على رقاب الأمة وأرغموها على حياة الإذال والتيه والضياع واللهث خلف الملذات وسُكر الحياة التعيسة في ضل حكم الأمويين ودناءة أخلاقهم.
لكن الإمام زيد رفض عيش الإذلال وصدح بعبارة قوية هزت أركان الدولة الأموية ما كره قومٌ قط حرّ السيوف إِلَّا ذلّوا .. والله ما يدعني كتاب الله أن اسكت )
ومع وصوله إلى الكوفة دعى الأمة للنهوض بمسؤوليتهم ودعى العلماء بالقيام بواجبهم الديني فدارات الأرض بـبني أمية وضلّوا يحيكون المؤامرات لاستهداف شخصية إسلامية ورمزٌ ديني كبير بحجم ذلك الرجل الذي أقسم بالله أنه ماكذب كذبة واحدة منذُ نشأته وهو من تربى ببيت النبي مستلهماً من أباءه كرم الأخلاق عظمة الايمان وصلابة الموقف وقوة الحق وهشاشة الباطل الذي سرعان ما يندثر خاصة مع تحرّك أتباعه.
وبالبصيرة والوعي والقرآن ثأر وواجه هشام وقدّم تضحيات جسيمة جعلته يرتقي شهيداً علوياً إلى الفردوس بجوار جده النبي الأكرم عليه وعلى آله الصلاة والتسليم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق