✍ أبو يحيى الجرموزي
ـــــــ من كربلاء الحسين إلى كربلاء العصر والمكان
القضية واحدة والهدف ذاته وإن أختلفت الأزمنة والجغرافيا فالخير والشر مشروعين لهما أعلامٌ وأتباع وكلٌ يسعى لإثبات حقه وتثبيت موضعه وان كان من الباطل على حساب الحق ان ضعف أهله فمشاريع الضلال هي تلك التي أوجدها الشيطان منذُ أن خلق الله الأرض وأستخلف فيها بني البشر إبتداءٌ من نبي الله آدم عليه السلام إلى يومنا هذا.
ومع تجدد الأحداث ومرور الزمن يظهر الباطل بأشكاله وأنيابه الشريرة يثخن في الأمة الجراح ويفرّق أواصرها ويمزّق نسيجها الاجتماعي والثقافي والديني والقبلي.
إستكباراً وخُبثٌ يطال كل شرفاء الإنسانية وأعلام الحق ودعاة الدين والفضيلة وأئمة آل البيت عليهم السلام.
فمن مدرسة الشيطان تخرّج أكابر الإجرام والإرهاب
من الشيطان ذاته الى فرعون والنمرود إلى بني إسرائيل وكفار قريش ومنافقوا الأعراب إلى بني أمية ومن على شاكلتهم يضل الباطل هو ذاته ويضل الحق هو ذاته إمتداد لمسيرة آدم وأنبياء الله ورسله إلى رسول الله وخاتم الأنبياء محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله.
اليوم نعيش ذكرى عاشوراء الحسين سبط بني هاشم وحفيد خاتم الأنبياء .
الخير والشر يتواجهان الحسين ممثل الخير ويزيد ممثل الشر
حقٌ وباطل يتصارعان على امتداد الساحة العالمية والمحلية وفي كربلاء عاشوراء كانت ساحاتها محراب لإرتقاء عظماء آل محمد وأصحابهم شهداء في سبيل الله في سبيل العزة والكرامة والحرية والاستقلال .
احياء للحق وإماتة للباطل خرج الحسين ومعه ثلة من المؤمنين الصادقين وفي كربلاء أشتدت الملحمة وسطرّ الحسين وأصحابه مواقف مشرفة وتضحيات عظيمة في مواجهة عشرات الألآف من جنود يزيد وأتباع يزيد الذين أسفروا بالقتل وأثخنوا بجراحات الحسين وأصحابه من حُصروا من كل شيء ومُنع عنهم حتى الماء ومع استشهاد الرجال والأطفال الرضّع وفي مقدمتهم الامام الحسين وعبدالله الرضيع وأرسلت النساء بنات فاطمة الزهراء سبايا إلى الشام كما يُساق العبيد ضرباً بالسياط وسحباً بالخيول
وما تلك إلَّا بخبث ودناءة الشجرة الأموية الخبيثة الحاقدة على رسول الله وآله وأتباعه.
وهو ما نراه اليوم ضلماً وجوراً من قبل النظام السعودي ووهابيته الحاقدين على الإنسانية أجمع وعلى من يتمسك بحب وولاء آل البيت وأتباعهم في اليمن وغيرها
قتلاً وحصاراً وضلم واضطهاد ومنع للمواد الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية.
القضية واحدة والمشروع ذاته هدّام عدواني يهوديٌ يزيدي وسعودي وهابي لا فرق بيهم وهك من ينقادون للروم والأمريكان.
فالذي حرك يزيد لقتال الحسين هو الذي حرك معاوية لقتال الإمام علي وعو الذي حرك السعودية لقتال شرفاء الإسلام والعروبة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق وغيرها من الشعوب الموالية والمتشعية بحب رسول الله وأهل بيته الأطهار .
فها نحن في اليمن نعيش سبع سنوات عاشورائيه تحت النار الحصار والعبث الوهابي السعودي الأمريكي الصهيوني.
وهذا التحرك ليس وليد اللحضة أو عن طريق الصدفة فهو نتاجٌ طبعي لتفريط الأمة واجتماع سقيفة بني ساعدة ومخرجات التي أقصت الحق وحلت محله الباطل من بعد موت رسول الله مخالفةٌ لتوجيهات الله ووصايا رسوله الذي أراد للأمة العيش الكريم في ضل قيادات ربانية من مدرسته تخرجت وتعلمت الهدي والإصلاح.
فمع كل مخالفة وعصيان وانحراف عن السراط فالشقاء والتيه والذل والهوان نتاج ذلك في كل عصرٍ ومكان فالعدو هو واحد لا تمنعه حدود ولا تفصله جغرافيا فهو انما يسعى لاستعباد البشرية بمختلف جنسياتهم وألوانهم ..