الجمعة، 16 يوليو 2021

فادرأوا عنهم الموت إن كنتم صادقين

مرتضى الجرموزي ـــ ــ 
« ٱلَّذِینَ قَالُوا۟ لِإِخۡوَ ٰ⁠نِهِمۡ وَقَعَدُوا۟ لَوۡ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا۟ۗ قُلۡ فَٱدۡرَءُوا۟ عَنۡ أَنفُسِكُمُ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ »
كثيرٌ ممن نعرف وعرفناهم وسمعنا بموتهم بعابر خطٍّ أو حادث سير أو في فجوة بخطاءٍ في سوق ماء
رأيناهم يموتون بأجل من الله فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون فالآجال بيد الله كبر المخلوق أو صغر 
موتةٌ لا تسمن ولا تغني من غاية خلقنا الله لها خلقنا الله لإحياء هذه الدنيا وإقامة العدل والقسط والصلاح فيها ودفع شر الأشرار وفساد المفسدين ولهذا أوجب الله الجهاد وفرضه كما فرض الصلاة والصيام وغيره وهو المحك الرئيس أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل الله وهو كمال الإيمان وسنام الإسلام وحياة للإنسانية وبدونه لا يمكن ان نعيش السلام والحرية والسيادة.
ويُعتبر الجهاد اختبار من الله أنصبر أو نكفر ونذعن لطواغيت الإجرام وهو المعيار الذي لا تُقبل كل أعمالك إِلَّا به وفي الوقت الذي هو شرطٌ أساسي لدخول الجنة 
« أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُوا۟ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا یَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِینَ خَلَوۡا۟ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَاۤءُ وَٱلضَّرَّاۤءُ وَزُلۡزِلُوا۟ حَتَّىٰ یَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَاۤ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِیب »
ومع عربدة الطغاة وخنوع الإمة لولاة الجور والضلام والتسليم المطلق لشذاذ الإستكبار 
نجد ممن يُحسبون علينا كمسلمين لا يرغبون في الجهاد ولا يشدّون الناس إليه وحتى وإن طرق العدو باب بيتك فلا تقاتله بل إلزم بيتك ومسجدك
وفئة أخرى تسعى بالإرجاف والتثبيط والتحريض ومنع أقاربهم من التحرك للجبهات في سبيل الله ودحر المعتدين وكسر جبروت الطغاة وأذنابهم
وقد يكون لسببين إمّا الخوف من القتل وأمّا عدم الاعتقاد والتصديق أساسٌ بالجهاد 
وإن قُتل أحد من هذه المنطقة وتلك نرى أولئك يندبون حظهم ويسوقون الاعذار بأنه لو صدقهم وتقاعس عن الجهاد لما قُتل وكأن الموت محتّم على المجاهدين ولغيرهم الخلود في الدنيا بلا موت ولا فناء ولا معانات.
وفي خضم الحرب والعدوان السعودي الأمريكي على شعبنا اليمن
رأينا أُناس كمنافقين ومرتزقة انخرطوا للقتال في صفه كأدوات رخيصة مقيتة تقاتل أبناء جلدتها فيُقتلون في سبيل الباطل ويُضحّون مرغمين ومكرهين رغبة ورهبة في سبيله يذودون عن الحلم الإسرائيلي الاستيطاني الكبير 
وما بين هذا وذك الذي خرج من بيته مجاهداً صارخاً بالحق في وجه المعتدين
نجد فئة تلتزم الحياد والخوف والترقب وشعارهم ( أطست) ما عرفنا الحق من الباطل وبعظهم حقدٌ يملؤ قلبه على الطرف المجاهد وبعظهم خوفاً من القتل بل ان بعض وللأسف الشديد سحب من الجبهات ابنه وأخيه وجاره وصاحبه وثبطه عن الجهاد وأقعده مع الخوالف ناصحاً له من الهلاك والموت في الحرب .
ومع مرور الأيام وتسارع أحداثها نجدهم يموتون مكرهين في بيوتهم وفي أسواقهم وفي الطرقات بحوادث مختلفة ومنهم من قُتل بقصفٌ للعدوان فيموتون موتة جهل وصغار لا لله ولا في سبيله 
ومن أُقعدوا وقعدوا عن الجهاد رأيناهم كذلك يموتون في أحضان حنان أُماتهم وحب أباؤهم وشغف زوجاتهم ولم ينفعهم الأهل أباءٌ وأُخوةٌ وأمهاتٌ كانوا سبباً في ثنيهم ومنعهم من التحرك في سبيل الله ومجابهة المعتدين ولم يدرأو عنهم الموت وما نصحهم ذك إلاّ نفاقٌ وصدٌ عن سبيل الله. 
ولهم أن يعودوا إلى القرآن الكريم وأن يستجيبوا لله وللرسول إذا دعانا جميعاً لما فيه حياتنا وسعادتنا في الدنيا والآخرة وإن الله لمع المحسنين.  
ونحن نأسف لهذا المصير الذي أوقعوا فيه أنفسهم 
ولكنهم أرادوا لهم ذلك فلهم حق الاختيار ولكلٌ على نفسه بصيره وكل إنسان الزمه الله طائره في عنقه
ومن عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بغافل عمّا تعملون..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل يعي النظام السعودي الخطر القادن

هل يعي النظام السعودي الخطر القادم ✍ أبو يحيى الجرموزي  النظام السعودي ومن خلال المراوغة والهدنة القاصرة يبدوا انه استغل التواضع والحكمة ال...