الخميس، 4 مارس 2021

نص محاضرة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ( ان الدين عن الله الاسلام )

(نص حاضرة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) 27 رمضان 1440هـ


أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ المَلِكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عَبْدُه ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وباركت على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات: السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه؛؛
وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال، اللهم اهدنا وتقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
 بدايةً نتوجه إلى الله "سبحانه وتعالى" بالحمد وبالشكر على توفيقه لشعبنا المسلم العزيز بالخروج الكبير والمشرِّف في مناسبة يوم القدس العالمي، لقد كان الحضور الكبير لشعبنا العزيز في هذه المناسبة المهمة حضوراً مميزاً، ونستطيع القول: أنَّ شعبنا في الصدارة في مدى اهتمامه بهذه المناسبة وحضوره الكبير فيها على مستوى الوطن العربي والواقع العربي بكله، وغيرُ غريبٍ على شعبنا هذا التفاعل مع القضايا الكبرى، القضايا الإيمانية، القضايا المصيرية، القضايا التي ينبغي أن نحدد فيها موقفنا بالاستناد إلى إيماننا، ومن واقع انتمائنا الإيماني الأصيل كشعبٍ يمني، وفي هذه المرحلة يظهر أهمية هذا الموقف بالاعتبار الديني وباعتبار الواقع. 
نحن في مرحلة يتآمر فيها أعداء الإسلام، وأتت ما تسمى بـ صفقة ترامب المعتوه والكافر والمستكبر، الذي يسعى لتصفية القضية الفلسطينية بالتعاون مع بعض أعوانه وأنصاره من العرب والصهاينة، فكان الموقف بالأمس موقفاً مهماً، وموقفاً يعبِّر عن الإيمان، البراءة من الأعداء، من مؤامراتهم، من مخططاتهم، والتمسك بالحق، والثبات على الموقف الصحيح، ومناصرة شعبنا المظلوم الشعب الفلسطيني الذي هو جزءٌ من هذه الأمة، وأيضاً التمسك بالمقدسات والقضية كقضية بكل أبعادها وجوانبها، هذا توفيقٌ عظيمٌ من الله "سبحانه وتعالى". 
نحن نسأل الله "سبحانه وتعالى" أن يكتب أجر كل المشاركين في هذه المناسبة الذين خرجوا رغم الظمأ، والصيام، والعدوان، والظروف الصعبة على المستوى الاقتصادي، وأيضاً الخروج في محافظة الحديدة بالرغم من الحر الشديد، وارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير، إن شاء الله في الأعوام القادمة ستكون المناسبة فيما يخص محافظة الحديدة مساءً في الليل إن شاء الله، مراعاةً لظروف الناس هناك نظراً للمعاناة من ارتفاع درجة الحرارة. 
موضوع المحاضرة اليوم هو موضوع مهم جداً، وله علاقة بالصراع مع اليهود الصهاينة، ومع إسرائيل، ومع أعداء الأمة.
من المسارات التي بدأ العمل عليها للتطبيع مع إسرائيل: المسار الذي يتحرك تحت العنوان الديني، وتحت عنوان أنَّ اليهودية - كما يزعمون أولئك الذين يتحركون تحت هذا العنوان- أنَّ اليهودية دينٌ سماويٌ شأنها شأن الإسلام، وأنَّ المنتمين إليها هم منتمون إلى دينٍ سماويٍ إلى دين الله "سبحانه وتعالى"، وأنَّ هذا يمثِّل قاسماً مشتركاً، وعاملاً للتقارب والتداخل والتعاون؛ وبالتالي بدأ العمل من جانب السعودي ومن جانب الإماراتي منذ فترة والشغل تحت هذا الغطاء؛ ليجعلوا منه أيضاً نافذةً من نوافذ التطبيع والولاء لإسرائيل، وللأسف الشديد يقع في هذا الاشتباه آخرون من غير العملاء، من غير الموالين لليهود والذين يعملون على التطبيع مع إسرائيل، حتى من الآخرين، ينتشر هذا الاشتباه والمفهوم الخاطئ في الوسط الأكاديمي في عالمنا العربي والإسلامي، ولدى الوسط العلمائي، لدى كثيرٍ من العلماء من علماء الدين على نحو الاشتباه والخطأ. 
نحن سنحرص - بالعودة إلى القرآن الكريم- على تبيين الحقيقة في هذا الشأن، نحن من خلال التأمل في الآيات القرآنية المباركة نرى بوضوح: أنَّ العنوان الأساسي لدين الله "سبحانه وتعالى" ولرسالته مع أنبيائه السابقين كان هو الإسلام، وسيتجلّى لنا من خلال النصوص القرآن أنَّ اليهودية ليست اسماً للرسالة الإلهية إلى موسى؛ وإنما هي عنوانٌ طائفيٌ لخط الانحراف والتحريف الذي انحرف عن رسالة الله إلى نبيه موسى "عليه السلام"، وسيتجلّى لنا أنَّ العنوان الرئيسي المعلن الواضح الذي تحرك به الأنبياء كعنوان لرسالة الله ولدين الله الحق في كل المراحل التاريخية بما في ذلك مرحلة نبي الله موسى "عليه السلام" كان هو الإسلام، وليست تلك العناوين الأخرى ومن ضمنها عنوان اليهودية.
أولاً: يقول الله "سبحانه وتعالى" في كتابه الكريم: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}[آل عمران: الآية19]، فهو يؤكِّد {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}، هو العنوان الأساس للدين الإلهي في كل عصرٍ من العصور الماضية، وفي هذا العصر، والذين اختلفوا من أهل الكتاب أدَّى بهم اختلافهم بسبب البغي إلى الانحراف عن هذا العنوان كعنوان، وعنه كأساسٍ للتسليم لله "سبحانه وتعالى" الذي يؤدِّي إلى الثبات والاستقامة على طريق الحق، وسبب هذا هو البغي فيما بينهم.
يقول الله "سبحانه وتعالى" أيضاً في القرآن الكريم: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[آل عمران: الآية85]، وهذه الآية تبين أنَّ العناوين الأخرى كاليهودية... ونحوها لا تعبِّر عن دينٍ سماويٍ يمكن للإنسان أن يدين به ثم يكون فائزاً ومفلحاً ومقبولاً، ولذلك يؤكِّد القرآن الكريم: {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}، أي عنوان آخر تتحرك به، وتنطلق على أساسه من الأديان الاخرى فلن يكون مقبولاً منك. 
ثم على مستوى حركة الأنبياء والرسل "عليهم السلام" نجد هذا العنوان هو العنوان الرئيسي الذي هو الإسلام، عندما نعود إلى القرآن الكريم وابتداءً من نبي الله نوح "عليه السلام"، نبي الله نوح هو من الأنبياء الأوائل، من أوائل الأنبياء، بل الخلاف بين المفسرين ما بين نوح وإدريس أيهما النبي الأول ما بعد الفترة من بعد نبي الله آدم "عليه السلام" بحسب ما قصَّ الله علينا من القصص عن الرسل والأنبياء، يعني بحسب الرسل والأنبياء الذين قصَّ الله أسماءهم وقصصاً من سيرتهم في القرآن الكريم، فنبي الله نوح هو من أوائل الأنبياء، ومن حقبة زمنية متقدِّمة، وهو من أولي العزم من الرسل.
يقول الله "سبحانه وتعالى" بشأن نبيه نوح "عليه السلام": {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72) فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ}[يونس:71- 73]... إلى آخر الآيات المباركة، فنجد كيف كان عنوان الإسلام هو العنوان البارز في دعوة نبي الله نوح "عليه السلام"، كما أمر الله نبيه عبده رسوله محمداً "صلوات الله عليه وعلى آله" أن يكون أول المسلمين في رسالته، وفي بعثته بالرسالة ودينه الحق، هذا الأمر لنوح "عليه السلام": {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
أيضاً فيما يتعلق بنبي الله إبراهيم "عليه السلام" وهو أيضاً من الأنبياء المتقدِّمين، والأنبياء البارزين، ومن أولي العزم من الرسل، والله "سبحانه وتعالى" في آيات متعددة تتعلق بنبي الله إبراهيم قدَّم هذا العنوان كعنوانٍ بارز وأساسي، يقول الله "جلَّ شأنه": {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا}[آل عمران: الآية67]؛ لأن اليهود قالوا: أنه يهودي، والنصارى قالوا عنه: بأنه نصراني، {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا}، فماذا كان؟ وما هو العنوان الذي كان ينتمي إليه؟ يقول الله "سبحانه وتعالى": {وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا}، لاحظوا كيف كان هذا العنوان هو العنوان الرئيسي والبارز في انتماء نبي الله إبراهيم "عليه السلام"، إبراهيم كان ماذا؟ {حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، فكان عنوان الإسلام هو العنوان الأساسي في انتماء نبي الله إبراهيم "عليه السلام". 
في آيةٍ أخرى قال الله "جلَّ شأنه": {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ} يعني: لإبراهيم "عليه السلام" {أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ}[البقرة: 131-132]، نبي الله إبراهيم "عليه السلام" وصَّى بنيه بهذا الانتماء، بهذا الدين، بهذا العنوان عنواناً ومضموناً ومنطلقاً وأساساً للدين الإلهي الذي ينتمون إليه، وهذا واضح حتى فيما يتعلق بنبي الله إسماعيل "عليه السلام" في قصة إبراهيم وإسماعيل وهما يبنيان الكعبة المشرَّفة، قال الله "سبحانه وتعالى" في دعائهما: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ}[البقرة: من الآية128]، هنا أيضاً يقول الله "سبحانه وتعالى": {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ}، فالله "سبحانه وتعالى" يؤكِّد أنَّ إبراهيم وصَّى بنيه بهذا، كذلك يقول الله "جلَّ شأنه": {وَيَعْقُوبُ}، ويعقوب هو والد بني إسرائيل الذي ينتسبون إليه، نبي الله يعقوب "عليه السلام" كان هذا العنوان الذي هو الإسلام هو الأساسي الذي أكَّد على أبنائه به، والتزموا له به، والتزموا له به، {وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ} ماذا؟ متيهودون... أو عنوان آخر؟ {فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، تجد هذا العنوان الأساسي للدين الإلهي وللرسالة الإلهية، {فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}[البقرة: 132-133]، فتجد أنَّ العنوان الأساس كان هو الإسلام بكل وضوح، أيضاً هذا بالنسبة لنبي الله يعقوب وأولاده، ويعقوب هو الذي ينتسب إليه بنو إسرائيل، فكان العنوان الذي ورَّثه حتى لذريته هو الإسلام، والتزموا له به.
موسى "عليه السلام" وهو نبي الله ورسوله إلى بني إسرائيل، كان عنوان الإسلام حاضراً في دعوته، وعنواناً أساسياً لرسالته أيضاً، والله "سبحانه وتعالى" يذكر لنا ذلك في القرآن الكريم، قال الله "جلَّ شأنه": {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ}[يونس: الآية84]، موسى "عليه السلام" الذي ينتسب إلى ديانته ورسالته اليهود هو يقدِّم عنوان الإسلام كعنوان أساسي {فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا} يعني: على الله "سبحانه وتعالى"، {إِنْ كُنْتُمْ} ماذا؟ لم يقل: إن كنتم يهوداً أساسيين، أو يهوداً صادقين، قال: {إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ}، وكان هذا واضحاً في حركة موسى بالرسالة وتبليغه للرسالة، وكعنوان بارز في دعوته إلى الله "سبحانه وتعالى"، لدرجة أنَّ فرعون نفسه عندما أهلكه الله بالغرق، في اللحظات التي عذبه الله فيها وأهلكه - لحظات الهلاك- حاول أن ينقذ نفسه بالرجوع إلى الله "سبحانه وتعالى" والإيمان بالله، في تلك اللحظات الأخيرة ونقل الله "سبحانه وتعالى" ماذا قال فرعون، يقول الله "جلَّ شأنه": {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ} يعني: فرعون {آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[يونس: الآية90]، لاحظوا كيف كان اعترافه بهذا؛ لأنه عرف يعني من خلال نبي الله موسى ودعوته وتبليغه للرسالة الإلهية أنَّ عنوان الإسلام هو عنوان الدين الإلهي، وأنَّ الانتماء إليه هو بهذا الاسم: {وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} طبعاً لم ينفعه هذا فرعون؛ لأنه كان في لحظات الهلاك، اللحظات الأخيرة قال له الله: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}[يونس: الآية91]، لم ينفعه بهذا، إنما نجى الله بدنه بعد الموت والهلاك؛ ليكون عبرةً لمن بقي من شعبه وأمته. 
أيضاً نبي الله لوط "عليه السلام"، نبي الله لوط وهو معاصر لنبي الله إبراهيم "عليه السلام"، يقول الله "سبحانه وتعالى" عن قصة نجاته نجاة نبي الله وأسرته، وقد نجَّاه الله ونجَّا أسرته معه ما عدا زوجته، يقول الله "جلَّ شأنه" عن القرية قرية قوم لوط {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[الذاريات: الآية36]، {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا} يعني: في قرية نبي الله لوط، {غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} يعني: كل أهل القرية كانوا مجرمين، ومنحرفين، وعُصاة، وعمَّهم الهلاك والعذاب، بيت واحد، بيت واحد كان متمسِّكاً بالرسالة الإلهية، فماذا كان العنوان؟ الإسلام {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} 
أيضاً في قصة نبي الله سليمان "عليه السلام"، ونبي الله سليمان متأخر عن زمن نبي الله موسى "عليه السلام"، وقد مكَّنه الله تمكيناً عظيماً، وآتاه ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده، في القرآن الكريم في سورة النمل يحكي الله "سبحانه وتعالى" ويذكر لنا ويقص لنا قصة نبي الله سليمان "عليه السلام" مع ملكة سبأ في اليمن، عندما أخبره الهدهد ونقل إليه ما عرفه عن ملكة سبأ وقومها من العبادة للشمس من دون الله، فبدأ نبي الله سليمان "عليه السلام"- وهو من أنبياء بني إسرائيل- بدأ بالاهتمام بالموضوع وأرسل كتاباً إلى ملكة سبأ يدعوها وقومها فيه لماذا؟ سيتضح لنا، {قَالَتْ} يعني: ملكة سبأ، يحكي الله ويذكر لنا ماذا قالت، {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ} جمعت كبار دولتها ومستشاريها ووزراءها {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي}[النمل: 29-31] ماذا؟ متيهودين؟ {وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} فالعنوان الذي دعاها به وإليه نبي الله سليمان هي وقومها كان هو ماذا؟ الإسلام، وللأسف الشديد يأتي البعض من الكتَّاب والمثقفين الأغبياء جداً ليقول: أنَّ اليهودية دخلت إلى اليمن من زمن نبي الله سليمان، وأنه دعا اليمنيين إلى اليهودية، ودخلوا في اليهودية في عصره "عليه السلام". وهذا افتراء وبهتان، لم يكن العنوان الذي دعا إليه نبي الله سليمان هو اليهودية أبداً، {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}[النمل: الآية31]. 
أيضاً قال "عليه السلام" نبي الله سليمان لرجال دولته وكبار دولته ومستشاريه ووزرائه، {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا} يعني: عرش ملكة سبأ {قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}[النمل: الآية38]، كان هو العنوان البارز، أيضاً في قصة ملكة سبأ وكانت ذكية واتخذت قراراً صحيحاً وسليماً، {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ} لما وصلت إلى نبي الله سليمان بعد أن سافرت إليه مع البعض من كبار دولتها وأصحابها {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[النمل: الآية44]، فلاحظوا كان عنوان الدخول في الدين الإلهي مع سليمان "عليه السلام" ماذا؟ الإسلام {وَأَسْلَمْتُ}، قالت: {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} لم تقل: تيهودت مع سليمان لله رب العالمين. لا، أو تهودت، قالت: {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
وهكذا أيضاً وصولاً إلى نبي الله عيسى "عليه السلام" وهو آخر الأنبياء من بني إسرائيل، فكيف كان العنوان في دعوة نبي الله عيسى "عليه السلام" ورسالة الله التي تحرك بها، يقول الله "جلَّ شأنه" في قصة نبي الله عيسى "عليه السلام": {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} يعني: في بني إسرائيل {قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}[آل عمران: الآية52]، نجد كيف كان عنوان الإسلام هو العنوان الحاضر حتى في داخل بني إسرائيل في حركة أنبيائهم، في زمن موسى، في زمن سليمان، حتى في الأخير في زمن عيسى "عليه السلام"... وهكذا، ولا يزال هناك آيات أخرى، نحن لم نستقصِ الآيات القرآنية فيما يتعلق بهذا الموضوع.
ومع ذلك وقع البعض من العلماء، البعض من الأكاديميين، في الوسط الجامعي، في المناهج الدراسية، في كثيرٍ من الكتب، في كثيرٍ من الأبحاث والدراسات، حتى في الفتاوى، يعني سمعنا في بعضٍ من القنوات الفضائية والبعض يسأل بعض العلماء عن شعار الحوثيين الذي فيه (اللعنة على اليهود)؟ فيقول: هذا لا يجوز (اللعنة على اليهود) لا ينبغي ذلك، فقط لا بأس أن نقول: (الموت لإسرائيل)، لماذا؟ لأن اليهودية - في فهمه- هي عنوان للدين الإلهي، وأتباعها هم المتبعون لذلك الدين الإلهي، وللرسالة الإلهية، وللشريعة الإلهية إلى موسى "عليه السلام"؛ فوقع في الاشتباه، وتوهّم أنَّ اسم اليهود يشمل المتبعين للرسالة الإلهية إلى موسى، بما في ذلك أنبياء، وبما في ذلك مؤمنون صالحون، فاعتبر هذا الكلام سيعم كل الذين ينطبق عليهم ذلك العنوان، والذين- بنظره- ينطبق عليهم ذلك العنوان منهم أنبياء بني إسرائيل، ومنهم المؤمنون من بني إسرائيل في العصور الماضية ما قبل خاتم الأنبياء رسول الله محمد "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله"، وهذا هو اشتباه، وجدنا أنَّ العنوان الرئيسي هو الإسلام للرسالة الإلهية وللدين الإلهي، ونجد أيضاً في القرآن الكريم أنَّ عنوان اليهود يأتي للتعبير عن خط الانحراف والتحريف، وليس اسماً للمتبعين الصادقين للرسالة الإلهية إلى موسى.
الله "سبحانه وتعالى" يقول في القرآن الكريم: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ} هنا الحديث عن عنوان اليهودية واليهود {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا}[المائدة: من الآية64]، لو كان اسم اليهود اسماً لكل اتباع الرسالة الإلهية إلى موسى لما صح أن ينسب الله إليهم هذه المقولة على هذه النسبة العامة: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ}، لقال مثلاً: [وقال بعض اليهود]؛ حتى يميز الأنبياء، ويميز المؤمنين الصادقين في العصور الماضية ما قبل خاتم الأنبياء رسول الله محمد "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله"، لكن النسبة أتت عامة، لماذا؟ لأن اسم اليهود هو اسم طائفي، وهو اسمٌ لخط الانحراف، للذين اتجهوا على خط الانحراف والتحريف من المنتسبين لرسالة الله موسى، ولا يشمل لا أنبياء بني إسرائيل ولا المؤمنين منهم، ولهذا لعنهم الله هنا، {وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا}، الذين يقولون: [لماذا تقولون اللعنة على اليهود؟].
يقول الله في القرآن الكريم أيضاً: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ}[المائدة: من الآية82]، اليهود رقم واحد في العِداء للذين آمنوا، وأشد الناس عداوة بين كل الأعداء، الأعداء كُثُر للذين آمنوا، لكن الأشد عداوةً ورقم واحد في هذه العداوة هم اليهود، بعده
م من؟ {وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}، فنسب العداء وأشد العداء للذين آمنوا نسبَه هنا إلى من؟ إلى اليهود، لو كان اسم اليهود يشمل أنبياء بني إسرائيل، أو المؤمنين من بني إسرائيل، لما كانت النسبة عامة، لما قال: (الْيَهُودَ)، لقال: [بعضاً من اليهود، أو جزءاً من اليهود... أو نحو ذلك.].
يقول الله "سبحانه وتعالى" في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: من الآية51]، لو كان اليهود اسماً لكل أتباع الرسالة الإلهية إلى موسى، ويدخل ضمن هذا الاسم أنبياء ومؤمنون لما كان هذا التعبير القرآني (لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ أَوْلِيَاءَ) {لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ}، لقال بعض اليهود مثلاً، أو كافري اليهود... أو عبارةً مشابهة؛ ليخرج من يجب التولي لهم من الأنبياء والمؤمنين.
يقول الله "سبحانه وتعالى" أيضاً في القرآن الكريم: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}، طيب إذا كانت ملتهم ديناً سماوياً فلماذا هناك مشكلة، المتحرّون يقولون للنسخ، لأجل النسخ، لكن ماذا يقول القرآن بعد ذلك؟ {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}[البقرة : الآية120]، فالذي لديهم هو أهواء، انحرافات ناشئةً عن هوى أنفسهم، برمجوا الدين أو الرسالة الإلهية بما يتناسب مع أهوائهم، وحرَّفوا، وغيَّروا، وبدَّلوا، ومسخوا الرسالة الإلهية وقدَّموا لها أنماطاً وأشكالاً مختلفة في كثيرٍ من الأمور المهمة، فلذلك جاء هذا الوعيد والتحذير والتهديد: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ} وهو هنا يحكي عن ملّتهم، سمَّاها أهواء {بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}.
فإذاً لا يصح أبداً تسمية اليهودية بالدين السماوي، ليست ديناً سماوياً، الرسالة الإلهية والدين الإلهي الحق اسمه وعنوانه الصحيح والأساس في كل عصر، في كل عهدٍ من عهود الأنبياء "عليهم السلام" الإسلام، اليهودية عنوان طائفي لخط الانحراف والتحريف، واليهود هم أولئك الذين ساروا على خط الانحراف والتحريف.
ولذلك كل من يحاول أن يجعل من هذا الموضوع ذريعةً وغطاءً لمد جسور الولاء والتطبيع لليهود والصهاينة الإسرائيليين فهو يفتري على الله الكذب، وهو يخدع الناس؛ لأنه يحاول أن يجعل من العنوان الديني مطيةً له وذريعةً ووسيلةً يتوصل بها إلى محظورٍ من أكبر المحظورات، وذنبٍ من أعظم الذنوب، ومعصيةٍ من أكبر المعاصي، وهي الولاء لليهود، والله "سبحانه وتعالى" قال: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، خروج عن منهج الإسلام وعن الأمة الإسلامية، وانضمام إلى صف الأعداء، وتحرُّك بما يخدمهم.
وطبعاً، للإسلام فيما يتعلق بالموقف العسكري والقتالي والقتل والقتال، للإسلام في ذلك منهجه وشريعته في التفريق بين من هو خاضع للدولة الإسلامية ويدفع الجزية، ويخضع للقوانين الإسلامية ولأحكام الشرع الإسلامي الخاصة بوضع المعاهدين ومن يطلق عليهم أهل الذمة، ومن هو معادٍ كإسرائيل، أو يتحرك ضد الأمة الإسلامية، هذا عنوان آخر يعني، هذا عنوان آخر.
فعلى كلٍ أردنا أن نقدِّم هذا التوضيح؛ لأن فيه مشكلتين: 
المشكلة الأولى: أن الذين يتحركون ليجعلوا منه غطاءً كعنوان ديني للتطبيع مع إسرائيل يستغلونه.
والمشكلة الثانية: أن البعض يقعون في الاشتباه ثم يمثِّل بالنسبة لهم مشكلة، ولهذا ينتقدونا في شعارنا شعار (اللعنة على اليهود).
طبعاً، يبقى الكثير من الكلام، مثل: ما حكاه الله عنهم من انحرافات كبيرة جداً في عقائدهم نحو الله "سبحانه وتعالى"، في موقفهم من ملائكة الله ومن جبريل وميكال، فيما يتعلق بموقفهم من الأنبياء وتولّيهم لقتلة الأنبياء، لدرجة أن الله خاطب اليهود المعاصرين للنبي بقوله: {قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ}[البقرة: من الآية91]، لماذا؟ وهم لم يدركوا الأنبياء من قبل، لكنهم كانوا يوالون قتلة الأنبياء من أسلافهم، كانوا على نهجهم وخطهم ويتولونهم، وفي القرآن الكريم أيضاً دعوة صريحة وواضحة لهم إلى الإيمان برسول الله محمد "صلوات الله عليه وعلى آله" ولعنهم القرآن على كفرهم برسول الله وبالقرآن وهم يعرفونه كما يعرفون أبنائهم، فلا يصح النظرة إليهم على أنهم على دينٍ سماويٍ بما هم عليه من انحراف وتحريف رهيب جداً، أنهم على دين سماوي كما الإسلام؛ وبالتالي تأتي هذه المقارنة بين أتباع الديانات السماوية، لا تصح هذه المقارنة أبداً.
طبعاً، في موقف الإسلام في الحرب والسلم، وموقف الإسلام في القتل والقتال هناك فرق بين المسالم والمعادي، والـ - كما قلنا سابقاً- الخاضع لدولة الإسلام، في الماضي كان هناك يهود حتى عندنا في اليمن خاضعون للدولة الإسلامية، ولشريعة الإسلام ولأمر الإسلام، ويدفعون الجزية وهم خاضعون على ما هم عليه من دون أي أنشطة عدائية للتخريب في الداخل الإسلامي، كشرطٍ أساسيٍ يعني للعهد بينهم وبين المسلمين. 
إن شاء الله تكون الصورة مكتملة الوضوح، ونتمنى أيضاً في الوسط الجامعي والأكاديمي أن تكون الصورة واضحة من خلال النصوص القرآنية هذه.

نسأل الله "سبحانه وتعالى" أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه عنا، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء.

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه؛

الأربعاء، 3 مارس 2021

مع توازن الردع الخامسة لن ترفع الصُحف

أبويحيى الجرموزي ــ  
عملية خامسة كجيل خامس من مراحل الوجع الكبير أُسميت بعملية توازن الردع الخامسة تستهدف العمق السعودي بحلتها الجديدة مشتركة بين القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر نُفذت بعدد خمسة عشر طائرة نوع قاصف تو كي وصماد ثلاثة وباليستي ذو الفقار حيدري يماني دك وكر العدو العدى في الرياض وخميس مشيط ومطار أبها ومواقع حساسة لم تُفصح القيادة اليمنية عن نوعها ومكانها ولعل النظام السعودي قد أدركه الخطر والوجع الكبير الذي دشنه بمراحله فخامة رئيس الجمهورية مهدي المشاط .
عملية لخبطت الأوراق وبعثرت الخطط والتدابير وشتت الأفكار وظهر العدو مرتبكاً وصواريخه الاعتراضية تتساقط على أهدافٍ رُسمت بصنعاء وهو ما أكسب العملية زخم تفجيري كبير أُضيف للتفجير اليمني اهتزت لوقعه عاصمة العدو ووكر الإرهاب السعودي وهو ما ظهر جليّاً بالنواح والبكاء واستجداء العالم عويلاً بالضغط على من أسماهم بالحوثيين بالكف عن الضربات الباليستية والتي يراها المجاهد اليمني والقيادة السياسية الثورية والعسكرية أنها بمثابة اليد الطولى الكفيلة بإيلام قوى العدوان حيث تواجد القرار والقيادة والسيطرة ومدارج إقلاع الطائرات الحربية والتسليح العسكري بأنواعه والذي طالما يُمعن بالقتل والتدمير الممنهج في عموم محافظات اليمن.
الجزاء من جنس العمل وكما تدين تُدان ومن اعتدى عليكم فاعتدوا بمثل ما اعتدى عليكم صاروخ بصاروخ وسربٌ بأسراب من الطائرات المفخخة بالقضية الحقة قبل أن تحمل المواد المتفجرّة.
دعوهم يقلقوا أو لا يقلقوا لا شأن لنا بقلقهم وهم من أقلقونا منذُ سبعة أعوام ويقتلونا بمحرّمات السلاح والقنابل العنقودية والفراغية السامة وغيرها فهو يدرك التشريعات أن العين بالعين والنفس بالنفس والجروح قصاص وأن المطار بالمطار ومع التمادي أكثر ستعاود المقذوفات اليمنية لاستهداف شركات النفط ومحطات الكهرباء والمياه.  
وهي سُنة الله أن الديّان لا يموت ومن شب نار الحقد أُحرق بها ومن سل سيف العدوان أغمدَ في رأسه وحتماً ستكون نهايته مخزية لدنياه وآخرته.
نحن من منطلق الدفاع لا من منطلق الاعتداء نقوم بما يأمرنا به الدين الاسلامي الحنيف دفعٌ للضر وإماتة للباطل واشرار البشرية
ومن هذا المبدأ الحق كسبنا الرهان وكسبنا القوة الرادعة التي باتت اليوم تُبكي جارة السؤ ويتداعى الاعراب والمنافقين ومنبطحي العالم وشواذ الإنسانية والمستكبرين للتباكي مع المملكة التي ستعيش أياماً وسنين سودا مالم تقف الحرب وترفع الحصار
وكما يقول المثل الشعبي ( اضرب الوطاف يفهم الحمار ) وها نحن شعبٌ يمني ومجاهدي القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير وكل وحدات الجيش اليمني ولجانه الشعبية ( المجاهدين ) بمختلف التخصصات سنعمل جاهدين وبقوة الله على ضرب الوطاف الامريكي في السعودية وستلحق بها الامارات مواقع حساسة وشركات نفطية عملاقة وقواعد عسكرية ومطارات حربية وأُخرى سيتألم لها العدو كثيراً حتى يُذعن الحمار الأمريكي ويأمر بوقف الحرب ورفع الحصار قبل أن تُذبح بقرته المفضلة وبالطريقة اليمنية حلال باليستي ومسيّرٌ زلال ووقتها لن تجد الإدارة الأمريكية شربة ماء لا نفط في عموم أراضي المملكة المتهاوية والآيلة للسقوط المدويّ. 
ومع تدشين مرحلة توازن الردع الخامسة لن يفلت العدو من السادسة التي ستليها سابعة وثامنة ولن تجف الاقلام او تُرفع الصحف وستستمر العمليات بإستمرار الحرب والحصار ..  

الخميس، 25 فبراير 2021

واقعدوا لهم كل مرصد

✍ أبو يحيى الجرموزي  
ـ   ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ما نعيشه اليوم كشعب يمني هو بفضل الله ثم بفضل رجال صدقوا مع الله وقيادة صدقت مع شعبها مبادئ وقيم ثورية من دُرر الإيمان استلهمت أهدافها ومن نبع القرأن رسمت خُططها وواكبت الأحداث وشهدت الواقع اليمني المعاصر صموداً وثبات منقطع النظير في كل مناحي الحياة 
وبتوفيقٌ من الله واعتماد عليه في كافة الأعمال واعتبارها في سبيل الله والمستضعفين كان إلى أن وقف الله مع أُولئك الرجال وقيادتهم الثورية الجهادية والعسكرية والسياسية ومن عبق الانتصار يشفي الله صدور القوم المؤمنين الذين عانوا تحمّلوا وجاهدوا وصبروا وبصدق الولاء والتضحية نصرة للدين وإعلاءٌ لكلمة الله.
نجاحات باهرة وانتصارات مُلفتة وهزائمٌ مُذلّة أرهقت العدو ونكسّت رأيته في كل الجبهات المختلفة
أمنياً هُزِمَ الأعداء ثقافياً وسياسياً مُرّغت أُنوفهم تحت طاولة المفاوضات ومن على المنابر , وعلى المستوى الأمني العسكري والاستخباري هُزِمَ العدو ومُرّغ أنفه في التراب وتحت أقدام مجاهدي الجيش واللجان الشعبية كُسرت الزحوفات وذاب الحديد وأُحرقت المدرعات بنار بالكاد تُشعل السجارة حيث كانت الولاعة والكرتون السم الزعاف والنار المؤصدة في وجه الزاحفين والمعتدين بفضل الله بقوته وبأسه يُهزم العدو.
عمليات أمنية واستخباراتية قصمت ظهر العدو وفي كل مرة يحاول استنهاض قواهـ فيقعُ في مصيدة رجال الله والعيون الساهرة والتي باتوا اليوم أصحاب اليد الطولى وهي تطال العدو وتصل إلى عقره داره ومراكز قراراته 
عمليات أمنية نوعية تطال العدو تُبعثر أوراقه وتلخبط خططه وتعيده إلى نقطة الصفر ليُرتب أوراقه من جديد ومع الأحداث وتطوراته يستطيع رجال الله منتسبوا الجيش والأمن والمخابرات واللجان الشعبية كشف نواياء العدوا وفضح أساليبه القذرة واعتقال عناصره الاستخباراتية والتجسسية التي تعمل في المناطق المحررة كمخبرين لصالح قوى الاستكبار والعدوان العالمي والإقليمي. 
فبعد عمليات أمنية وعسكرية كبيرة حقق نتائجها ابطالنا المجاهدين في الجبهات وفي الوسط الشعبي ها هي اليوم تصفع تحالف العدوان بعمليتين تُعدّ كل واحدة إنتصارٌ
ففي مأرب استطاع جهاز الأمن والمخابرات التابع لصنعاء من اقتحام إحدى السجون السريّة للعدو في مدينة مأرب ومن خلالها تم تحرير تسعة من أسرى الجيش واللجان الشعبية لدى العدو لتُعدّ هذه العملية ضربة موجعة لقوى العدوان والتي صحت اليوم على خبر إعتقال وكشف خلية تعمل لجهاز الاستخبارات العجوز الشمطاء « بريطانيا » التي تشارك في الحرب على اليمن لتمثل هذه العملية صفعة أٌخرى لقوى الغزو والاحتلال وليستمر العدو في انتكاساته في مختلف المجالات 
قل ذلك بفضل الله نصره وتمكينه وحقه وإحقاقه وإعزازه لمن وثقوا به وركنوا بركنه الأعز والأقوى واعتمدوا عليه في سرّهم ونجواهم وعلى ربهم يتوكلون.
تاهت فرائص العدو وخارقت قواهـ وهُزِمَ في معاركه التي أفتتحها وأشعل نارها والتي حتماً وبفضل ستُخمد في كيانه حاضره ومستقبله . 
لم يتبقى من أمل العدو إلاّ اليسير من البصيص وها هو يلتفت يميناً وشمالاً يترقب دخول المجاهدين رُكعاً سُجدّاً لله على أبواب مدينة مأرب والتي عمّا قريبٌ ستعود محررة إلى موطنها الأول صنعاء ومن هناك ينحدر العدو وينحصر في صحراء شبوة تلاطمه الرياح العاتية وأنّى لهُ الفرار من صحراء ستغرقه ورجال صدقوا مع الله ستنقض عليه ولن يفلت من العقاب وسيناله الخزي والعار .. 
https://t.me/waadelloh

الأربعاء، 17 فبراير 2021

بالجهاد نعيش الحياة الكريمة

✍أبو يحيى الجرموزي 
ــ ــ عجبي لمن تُسرق ثرواته فيذهب بشكواه إلى السارق
وعجبي لمن يقصف داره فيذهب بشكواه الى المعتدي وعجبي لمن يُقتل ويدمّر ويذهب بشكواه الى الجلاد ويفاوض أعداءه على فك الحصار وإنهاء الحرب التي فُرضت وأُعلنت من أمريكا. 
من الذي يقود تحالف العدوان على اليمن
أليست أمريكا وأليست أمريكا هي مجلس الأمن بالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا وروسيا
طيب كيف نناشد مجلس الأمن بالضغط على السعودية وتحالف العدوان لإيقاف الحرب والدمار وفك الحصار في الوقت الذي تتباهى فيه أمريكا بوقوفها مع السعودية ودعمها بكل شيء 
ثمّ أليس اعظاء مجلس الأمن هم من دول تحلب السعودية فكيف سيصوّت على قرار إدانة الحرب وكيف نرتضي الذهاب إلى مجلس الأمن الذي تتزعمه أمريكا
ثمّ أليس في حالة أي عملية دفاعية من الجانب اليمني تستهدف السعودية او الإمارات تندد أمريكا وتشجب فرنسا وتندد بريطانيا فكيف بنا ننتظر الخير والفكاك من هولاء الأقزام والذي لا هم لديهم سوأ البقرة الحلوب وضرعها المدرّ نفطاً. 
والأمم المتحدة أليست السعودية والإمارات وإسرائيل أعظاء فيها ولأمريكا وبريطانيا وفرنسا ومعظم الدول عضوية وهم أصحاب القرار والفصل في مخرجات جلساتهم ومقررات إجتماعاهم في مجلس الأمم.
لماذا لا ننظر بعين البصيرة إلى هولاء الذي ننشادهم بالضغط على تحالف العدوان بإيقاف الحرب وهم من يمولوا إستمرارية الحرب من خلال التصريحات وبيع السعودية ودول العدوان السلاح والذخائر والصواريخ وأحدث الطائرات إضافة الى الدعم اللوجستي والمخابراتي
ويأتي من يطالب كندا وامريكا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وكذا بريطانيا ودول أخرى هي أعظاء في مجلس الأمن وفي الأمم المتحدة بعدم توريد السلاح للسعودية في الوقت الذي تجد فيه معظم الدول حليفة للسعودية والإمارات وتدعم الحرب وتؤيد العدوان على اليمن تحت ذرائع واهية وباطلة ليست في القاموس بشي سوء طمعاً في المال والنفط العربي الذي يصّبُ الى خزينة كتلك الدول بما فيها إسرائيل التي ترى أن هزيمة السعودية في حربها مع اليمن يعّدُ هزيمة لكيانها المتعربد في القدس. 
يجب علينا كيمنيين إعادة النظر وأن لا ننتظر من هولاء الأشرار أيّ خير ما دامت السموات والأرض وهم من قال الله فيهم لا يرقبون في مؤمنٍ إلاًّ ولا ذمّة وهم من يعظّون علينا أصابع الحقد من الغيض ولا يودّون لنا الخير. 
السارق هي الأمم المتحدة ومجلس الأمن 
والقاتل هي الامم المتحدة ومجلس الأمن 
التحالف وقادة التحالف على اليمن هي الأمم المتحدة ومجلس الأمن
وشرعاً لا يجوز أن نتحاكم الى الطاغوت وقد نهانا الله من أن نتخذهم حكماً فيما بيننا لأي سبب كان : ( 
( أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ یَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُوا۟ بِمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ وَمَاۤ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ یُرِیدُونَ أَن یَتَحَاكَمُوۤا۟ إِلَى ٱلطَّـٰغُوتِ وَقَدۡ أُمِرُوۤا۟ أَن یَكۡفُرُوا۟ بِهِۦۖ وَیُرِیدُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَن یُضِلَّهُمۡ ضَلَـٰلَۢا بَعِیدا ).
علينا أن نحرر أنفسنا وواقعنا من الإحتكام لطواغيت العصر وأئمة النفاق ولا يجب أن نعوّل على قراراتهم مهما كانت حتى وإن كانت في صالحنا فليسوا أهلٌ لن نعترف بهم عدلاً من دون الله.  
لا تعويل ولا رهان إلاّ على الله وقبضات مجاهدينا وحكمة قيادتنا الثورية والسياسية وإلتفاف جماهير وأحرار اليمن الشرفاء وهم المخرج الوحيد والذي يضمن لنا عزتنا وكرامتنا ويسلم لنا قرارنا السيادي والسياسي وتُسلم عقيدتنا وهويتنا وديننا من التزييف والإنحراف ولنحرر شعبنا ويمننا العظيم الوصاية الأمريكية والتبعية السعودية الذي اعتاشها النظام العفاشي البائد ومنضومة الفاسدة والعميلة. 
علينا ان نستجيب لله وللرسول لما فيه حياتنا لنستمر في لجهاد وهو الحل والمخرج والحياة الحقيقية التي بها نعيش أحياء بعزة الأنفس وكرامة الحياة ولنرفد الجبهات بالرجال وبالسلاح وبالأموال والمؤن فحتمية جهادنا هو دفاعٌ مقدّس وقضية حق حتى يحكم الله بيننا وبين القوم الظالمين المعتدين وهو خير الحاكمين وإن الله على نصرنا لقدير فنعم المولى ونعم النصير ..


الاثنين، 15 فبراير 2021

الشهيد الرسّام ( نعم الأب إنّه أوّاب )

✍ أبو يحيى الجرموزي 
ــ على خطٍّ رسمه الله وطريقة حقٍ حدد معالمها الله وبيّن خيرها وفضلها وثمار نتائجها وأرباحهها في الدنيا والآخرة فوزٌ وفلاح عزّة وسعادة. 
هاهي أُسرة الوفاء والعطاء , أُسرة التضحية والفداء والجهاد والإستشهاد ,, آل رسام ,, وفي مقدمتهم صاحب المقام السامي والبذل الخيّر والعطاء الذي لا ينضب الشهيد العقيد / علي صالح رسام الذي أرتقى اليوم شهيداً في سبيل الله مدافعاً ومجاهداً مهاجماً ومرابطاً في مواقع العزة والكرامة في مواجهة تحالف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته.
نعم الأب إنّه أوّاب صادق وصابر ونعم المجاهد العظيم والرجل الصادق الذي عاش الجهاد وتذوّق طعم الشهادة وهي يودّعُ ثلاثة من أبناءه شهداء في جبهات مختلفة فبعد أن قدّم في سبيل المسيرة القرأنية والدفاع عن الأرض والعرض والانسان والعقيدة والهُوية الإيمانية
إبنه , الشهيد المجاهد / نايف في 2015م قدّم ثاني أبناءه / شايف عام 2016م قدّم على ذات الدرب والمنهج القويم شهيدٌ ثالث من أبناءه عارف 
وهاهو رابعهم إلى جنة الفردوس يُزف شهيداً عريساً إلى الخلد بروحٍ وريحان وجنة نعيم وهو يرتقي اليوم شهيداً في جبهة مارب بعد إن فتح الله على يديه وأيدي المؤمنين جبهات عدّة ومواقع كان يضنها المنافقين والمرتزقة مانتعهم فأتاهم الله ومجاهدوا الجيش واللجان الشعبية وشهيدنا العقيد علي صالح رسام من حيث لم يتحسبوا وقذف في قلوبهم الرّعب يهربون من مواقعهم تحت بأس الله وقوة المجاهدين وتحت رشقات المجاهدين يلوذ المرتزية من مواقعهم مخلّفين وراءهم جثث قتلاهم وجرحاهم وأسلحتهم المختلفة كغنائهم لأنصار الله مجاهدي الجيش واللجان الشعبية.
الشهيد الرسّام والأب العظيم ليس ممن تخاذل أو صمت وهو يرى العدوان بستفحل بشرّه ويفسد في القتل التدمير بحق الإنسانية في اليمن فكان أن أنطلق ليتاجر مع الله التجارة الرابحة وبرفقة ابناء صال وجال وقدّم دروسٌ ملؤها الصبر والتضحية والوفاء والبذل وبعد أن قدّم ثلاثة من ابناءه شهداء لم يقُل خلاص يكفي ها أناء قدّمت ثلاثة شهداء ليس للظرورة أن استمر في الجهاد إلاّ رفض الدنيا وطلقّا وعاد مجدداً إلى حيث يجب أن يثبت الرجال رجولتهم وصدقهم مع الله وفي سبيله وضل مجاهداً لسنوات الصمود اليمني في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي حتى نال وسام الشهادة وركب السفينة التي ركبها من قبله ثلاثة من أبناءه وكل شهداء اليمن الأخيار وهاهو اليوم شهيداً رابعاً من بيت واحدٌ هو الأب وهم الأبناء ومن خلفهم أبناء وفتيات مجاهدة وزوجة وأمٌ عظيمة كانت وما تزال مثال المدرسة الاسلامية ومثال للأم والزوجة المؤمنة المجاهدة الصابرة المحتسبة لما لها من مواقف أحرجت المنافقين وحيّرت خبثاء التثبيط والإرجاف فهي واثقة تمشي الخطى ملكة قهرت من فضل البقاء مع الخوالف.

أي سموٍّ هذا وأي عطاءٌ هذا الذي وهبه الشهيد العقيد علي صالح رسام وأُسرته الفاضلة الكريمة المجاهدة التي بنت لها صروحٌ من المجد والعزة والرفعة وأي صبرٌ هذا الذي تسطّره الزوجة والأمُ والولد وهم يرون أحبتهم يرتقون واحداً بعد الآخر شهداء بكرم العزة غادروا الدنيا بعطاء رحب حلقوا إلى سماوات الإباء فرحين مطمئنين مستبشرين ( مُتَّكِـِٔینَ عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡر وَعَبۡقَرِیٍّ حِسَان ). 
شهداؤنا عظماؤنا بحق وحقيقة أنه الفخر بعينه والمجد بذاته والرجولة بصفاتها وصدق الولاء وحبُ التضحية لا يشك فيها إلاّ كاذب منافق مرتاب مرتزق باع للشيطان حياته ومماته .
هنيئاً لمن غادرونا أرتحلوا إلى العلياء شهداء سُعداء فازوا برضوان الله بنعيمه بعد إن عاشوا حلاوة الجهاد والرباط في مواقع الاباء والشجاعة رجال صدقوا مع الله فصدقهم واصطفاهم ومنحهم الوسام الذي أختصه الله لأولياءه الصادقين المؤمنين وما يلُقاها إلاّ الذين صبروا وما يُلّقاها إلاّ ذو حظٍ عظيم.
إلى أُسرة الشهيد الأب والشهداء الأبناء زوجة الشهيد , أُم الشهداء أخوانهم وزوجاتهم سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته سلامٌ عليكم وفاء وتمجيداً طبتم وطابت تجارتكم وربح بيعكم من الله الذي بايعتم به نشاطركم العزاء نشاطركم السعادة نعيش عيشكم الكريم نعانق سماءٌ أنتم تعانقونها وأنتم تزفون اليوم أباً شهيداً كان أن اوصاكم بمواصلة سبيل الجهاد ومقاومة الأذناب اعداء ومرتزقة ومنافقين ومرجفي الداخل ومثبطيّ الشوارع ومن يتكئون على جدران المطابخ مع الخوالف يقعدون.
سلام الله عليكم آل رسام أسرة الجهاد والإستشهاد
وسلام الله على شهداؤكم العظماء والذي نسأل الله لهم الرحمة الخلود والفوز بنعيم الرضوان سلام الله عليهم يوم ولدو ويوم أنطلقوا مجاهدين ويوم أُستشهدوا ويوم يُبعثون أحياء عند ربهم يفخرون بعظيم ربح تجارتهم مع الله.
ونسأل لنا ولكم ولأحرار اليمن والأمة ومجاهدي الجيش واللجان الشعبية ولقائد الثورة الأجر والهداية والصلاح والسير على طريق المجاهدين و الشهداء العظماء حتى تحرير اليمن والمنطقة العربية والاسلامية من دنس المعتدين وقوى الاستكبار العالمي .. 
ـ
ـ 
للانضمام والمتابعة 

 {} #قناة_وعد_الله {} 
 قناة تعني بمقالات #أبو_يحيى_الجرموزي كاتب صحفي ـ ناشط ثقافي وحقوقي 
▣ تهتم بالشأن اليمني والعربي 
▣ لفضح جرائم العدوان السعودي الأمريكي 
▣ إعلامية ذات طابع🔴جهادي⚪ثقافي⚫️توعوي ,,
سنستمر في جهادهم ما بقيت السموات والارض او يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين ,  
https://t.me/waadelloh

الأحد، 31 يناير 2021

لو هُزِمَ الأنْصار

 ✍ أبو يحيى الجرموزي
 ..  في سياق الحديث عن العدوان والحملة الإعلامية المصاحبة له والحشود العسكرية والترتيبات التي رافقته لسنوات ست أشرفت على الانتهاء لنعيش العام السابع على التوالي في ظل عدوان لا تأخذه في حُبّ الأمريكان لومة لائم. 
 جميعنا رأينا ما أحدثه العدو في الفترة الماضية في مختلف المحافظات وما أرتكبه بحق الشعب اليمني بما فيهم أبنا المحافظات التي لم يكُن لأنصار الله أي حضور ولكننا رأينا العدو يستفحل بشرّه وإرهابه وجرائمه وهو يعبث بالإنسانية قتلاً وحصاراً واعتقالات وعمليات اغتيال وحالات اغتصاب خاصة في المناطق القابعة تحت سلطة قوى الغزو والاحتلال السعودي الأمريكي في الجنوب وفي بعض مناطق الساحل الغربي. 
 جرائم ارتكبها العدو جسدية وأخلاقية وتعسفية وحصار في لقمة عيش السكان هناك
 إذا كانت تلك وأفظع أعمال للعدو في مناطق سيطرته وهي التي لم تظهر العدى له ولم تقاومه وهو الذي ما قَدْر هذه المواقف المخزية فكيف سيكون الحال بالمناطق التي واجهته لستة أعوام مضت وقتلت فيه الكثير ودائماً ما تُؤْلِمهُ في دوله وإلى عقر داره ومراكز قراره كيف سيكون الحال إن تقدم العدو خطوات إلى عمق سيطرة المجلس السياسي وقوى الثورة ومناطق المجاهدين وكيف سيكون الحال لو افترضنا هُزمَ الأنصار وماذا لو هُزمَ الأنصار واحتلت كل اليمن من قبل أراذل العدو وتبابعته المنافقين داعشهم والمرتزقة بشقيهم العسكري والقبلي والمذهبي المتشدق بالسنة كذباً وزوراً. 
 لو افترضنا ذلك لكنا نرى الآن قوى العدوان بما فيهم وفي مقدمتهم الصهاينة والأمريكان وعصابات الإجرام العالمي وداعش في كل بيت وقرية يمتهنون الشرف والكرامة ويستبيحون الأعراض ويعيثون الفساد ويستعبدون كل أبناء الوطن دون تمييز بين فئة وأُخرى. 
 هنا يجب علينا أن نحمد الله ونشكره على نعمة الانتصار والصمود والثبات الأُسطوري في ظل قيادة أنصار الله وأحرار اليمن رجاله الشرفاء من كانوا وما يزالوا وسيضلون سد اليمن العظيم وسوره المنيع وحصنه الحصين والصخرة التي تتحطم أمامها أماني العدو الشيطانية. 
 فلو لأهم بعد الله جل في علاه لكنا نعيش الإذلال والصغار ولكنا نعيش القهر والاستعباد ولكانت اليمن من أوائل الأنظمة والدول تطبيعاً مع الصهاينة وتتابعه لمن ضُربت عليهم الذلة والمسكنة وعبيدٌ لمن حذّرنا الله من أن نتولاهم. 
 شكراً لقيادة الثورة والدولة ومجاهدو الجيش واللجان الشعبية وكل أحرار اليمن من وقفوا في وجه تحالف العدوان وبددوا أحلامهم الخبيثة ..

الأحد، 17 يناير 2021

قراركم يفضح فشلكم

قراركم يفضح فشلكم 
بقلم / مرتضى الجرموزي ( أبو يحيى ) 
نُشر بصحيفة المسيرة العدد ,, 1074 ,, عدد اليوم السبت 16 ـ يناير ـ 2021 م
يتحدث فيه الكاتب عن دواعي القرار الامريكي بتصنيف أنصار الله بالإرهاب والذي نتج عن ضعف وفشل تحالف العدوان والامريكان في الحرب فلجأوا الى هذه الحركة التي لا تخيف إلا الضعفاء والاراذل اتباعهم وعملاؤهم ..
.
مع أُمنيتي لكم بالتوفيق والنجاح

وحدة الصف والموقف لمحور الجهاد

مقال ( وحدة الصف والموقف المحور الجهاد ) 
بقلم / مرتضى الجرموزي( أبو يحيى ) نُشر بصحيفة المسيرة العدد ,, 1076 ,, عدد اليوم الأحد 17 ـ يناير ـ 2021 م .. 
تحدث فيه الكاتب عن وحدة الصف العربي الاسلامي المقاوم في مواجهة محور الشر والاستكبار الصهيوني الامريكي ومنافقوهم في الداخل العربي المطبّع ..

اتمنى ان ينال اعجابكم احبتي واصدقائي

هل يعي النظام السعودي الخطر القادن

هل يعي النظام السعودي الخطر القادم ✍ أبو يحيى الجرموزي  النظام السعودي ومن خلال المراوغة والهدنة القاصرة يبدوا انه استغل التواضع والحكمة ال...