الجمعة، 10 يونيو 2022

الدريهمي انتصار الدم على السيف 2 ـ 2

الدريهمي انتصار الدم على السيف 2 ـ 2

✍ أبو يحيى الجرموزي
ورغم الألم والمعاناة , وضراوة المعارك , وشدة الحصار الي عانته الدريهمي برجالها وأهاليها إلا انها وبفضل الله وبفضل قيادة الثورة والجيش والمجاهدين ودعوات الشرفاء وتضحيات الشهداء وصبر الجرحى والمستضعفين انتصرت مع كل هجوم عدواني تنفذه سبعة ألوية عسكرية يقابلها بصمود وبملاحم بطولية أُحدية وبدرية ثلة قليلة من المؤمنين الذين ما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا وما تذمروا كانت معنوياتهم تزداد بين الفينة والأخرى وأملهم أن نصر الله قريب فزادهم ذلك إيماناً واحتساباً إلى الله بأن يفرغ عليهم الصبر ويثبت أقدمهم وأن يجعل يقينهم افضل اليقين وان ينتهِ بنيتهم وجهادهم إلى أحسن النيّات وبأعمالهم الى احسن الاعمال.
وهل هناك اعمال افضل من تلك التي هم بساحتها يجارون العدو ينازلونه يواجه دبابة ببندقية آلية تواجه قذيفة آربي جي طائرات حديث تسقط عليهم صواريخ تفتك بالحجر والحديد فما بالكم من انسان تفتك به حرارة الشمس.
وبما ان سبيل الله قد وثب فيه ابطالٌ تحاصرهم جيوش جرارة وجحافل بعشرات الالاف وسط تعنت العدو وتخاذل المجتمع الدولي وانصياع العرب للطاعة والولاء للصهاينة والأمريكان الذين يقودون هذه الحرب ويشرفون على معركة الساحل الغربي المعركة الذي حشد لها العدو شارك فيها بكل تشكيلاته وتصنيفاته العسكرية والميليشاوية وكانت تُدار عبر غرف عمليات وسيطرة متقدمة ومتأخرة ومثلها في عواصم دول العدوان بإشراف مباشر ومستمر من قبل خبراء صهاينة وأمريكيين ومن جنسيات متعددة وأقمار اصطناعية وطائرات تجسسيه واستطلاعية ومقاتلات.
صاحبه تهويل إعلامي كبير وترويج نفاقي خبيث وترسانة عسكرية تفتك وعدوٌ في الميدان مسبوق الدفع والأجر بالارتزاق يستميت في خدمة أسياده مئات هلكوا ضحوا بأنفسهم في سبيل الشيطان بطموحات تجاوز خط دفاع مجاهدي الجيش واللجان الشعبية المحاصرين في تلك المدين التي انعدمت فيها كل سُبل الحياة دواؤها وغذاؤها شرابها وطعامها إلَّا ما وصل لهم من قليل عبر الصواريخ الذي كان يزودها المجاهدين وبحنكة كبيرة وحكمة إلهية ويحشونها بما تيسر من الغذاء والدواء والمشرب بدلاً عن مواد التفجير.
ومع هذه كانت معنويات الابطال والجبال الشم للساحل الغربي مرتفعة هاماتهم تناطح السحاب عقيدتهم امتزجت بالحق وللحق يدافعون وفي سبيل نصرة المستضعفين ورفع الحصار عن ابناء الدريهمي يبذلون غالي دماؤهم وأنفسهم ويقدمونها قرابين لله حتى يرضى ويأذن بالنصر والغلبة لهم على المعتدين.
وبعد سنتان من الحرب والحصار الذي يزداد يوماً بعد آخر كانت إرادة الله وبحكمة من قيادة الثورة ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي أولى هذه الملحمة جُل اهتمامه وكان بمثابة الدينامو المحرك والفعال لرفع معنويات مجاهدينا البواسل وسط مدينة الدريهمي وهو يوجه القوة الجوية والطيران بالتوكل على وتشغيل رحلات اغاثية إسعافيه للمرابطين والأهالي الذين كانوا أهلاً للصبر والتضحية والاستبسال الى جانب المجاهدين من عاشوا معهم سنوات من الألفة واللُحمة الوطنية والايمانية الصادقة حتى اصبحوا عائلة واحدة يتشاركون ما يسد رمقهم.
ليصحوا في ذات فجرٍ كان مناسبة لفتح مكة عشرة من رمضان على وقع ضجيج كبير آتيٌ من السماء
استنفرت المجاميع المؤمنة معتقدة أنه بداية زحوفات للعدو الذي ما وقفت يومٍ واحدٍ طيلة سنتان واربعة أشُهر
وفي هذا الفجر المباركة وعيارات العدو في تأهبٌ قصوى أنزل الله الغمام محملة بأمطار الخير والانتصار اكرماً لصبر وايمان المرابطين ووفاء لتضحياتهم وثباتهم ومعونة للضيف الذي يقرب شيئاً فشيئاً من جغرافيا المجاهدين وفي هذه اللحظات أضطر العدو الى تغطيته عياراته خوفاً من المطر الذي كان من جنود الله ولله جنود السماوات والأرض
ولله جنودٌ من طائرات يمنية تحلق في سماء الدريهمي تمد رجال الجيش واللجان الشعبية والمواطنين بمؤن الغذاء والدواء والمأكل والملبس والمشرب وكانت بشائر نصر من الله للمرابطين الذين زادتهم هذه البشرى إيماناً وثقة بالله مطلقة ولسبيله ارتفعت صرخات البراءة من اليهود والنصارى والمنافقين والمعتدين وسط ذهول وانكسار العدو وتحسره
وهو الذي عجز من استهدافها وكيف لها التحليق في ضل اجواء يسيطر عليها وأرض يراقبها ليله بنهاره عبر اقمار الاصطناعية وطائراته المسيَّرة وعيونه البشرية على الأرض من ترصد وترفع الاحداثيات.
وما بين هذه العملية ونجاح القوات الجوية بتسييرها رغم الظروف الصعبة وخطورة الاستهداف من قبل العدو كان لجهاز الأمن والمخابرات نسق يقوم ومسار تفنن بإدارته بنجاح وبتوفيق من الله استطاع وعبر عملية استخبارية كبيرة من اختراق العدو اختراقه لقيادته في الميدان وإدارة النيران وفي العمل المخابراتي والمعلوماتي وحصل على تفاصيل خطط ونوايا العدو الحالية والمستقبلة تسربت كل معلومات تحرك العدو وهذه تُعتبر انتصارٌ كبير حققه رجال الامن والمخابرات الذين اخترقوا العدو وحصلوا على معلومات وبيانات من غرف العمليات والسيطرة ومن خلاله تم نصب الكمائن والتجهيزات والاستعداد لمواجهة العدو حسب نواياه وخططه الضائعة والتي ذهبت تحت رمال الصحراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل يعي النظام السعودي الخطر القادن

هل يعي النظام السعودي الخطر القادم ✍ أبو يحيى الجرموزي  النظام السعودي ومن خلال المراوغة والهدنة القاصرة يبدوا انه استغل التواضع والحكمة ال...