الدريهمي انتصار الدم على السيف 1 ـ 2
ويسألونك عن الدريهمي
قل هي رقعة جغرافية من أرض تهامة والساحل الغربي أحاط بها العدو من أربع جهات طبيعية وخامسة كانت من الجو عبر طائرات المقاتلة و التجسسية واقماره الاصطناعية وسادسة من البحر عبر بوارجه الحربية.
فكان أن وثبت رجالها ومجاهدو الجيش واللجان الشعبية كجبالٍ شامخة وحصونٌ مانعة فجعلوا منها أسطورة قهرت جحافل العدو ومرّغت أنفه بالتراب وعلى مدى عامين وأربعة شهور وهي تدفن المرتزقة تحت رمالها المحترقة.
أُطبق الحصار على المجاهدين والأهالي فيها وجاءت جحافل العدوان والارتزاق من كل حدب وصوب وتداعت على فريستها التي كانت جغرافيا محدودة وعدد لا يتجاوز ثمانون فرداً بأسلحتهم الشخصية والفردية.
ينظر المجاهدين الى بعضهم وهم يرون الصحراء تغطيها العدة والعتاد العسكري الضخم والمهول يحيطون بهم من كل مكان وإذ جاءُوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر.
أرض تنبعث منها قذائف بعيارات مختلفة
سماء تسقط عليهم صواريخ فتاكة وقنابل ذكية
رمال تتحرك لمجنزرات ومد عات جرارة بمختلف أنواعها وفاعليتها وأسماؤها.
قال أولئك الذين صدقوا مع الله بما عاهدوه ومع الشعب والوطن بما وعدوه هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلَّا إيماناً وتثبيتاً.
بفخار واستكبار وغطرسة عدائية ضن الزاحفون أن الأمر بات لهم ولصالحهم وبدأوا عبر مكبرات الصوت للمحاصرين ان سلموا أنفسكم انتم محاصرين لن ينفعكم الفرار ولن تنفعكم قيادتكم التي خذلتكم اليوم هنا على هذه الجغرافيا المحدودة.
سلموا أنفسكم قبل فوات الأون.
قابلهم رجال ذات ولاء صادق مع الله ورسوله والمؤمنين اخسئوا ولا تكلمون ولستم أهلاً للسلام وانتم من جعلتم من أنفسكم أدوات رخيصة قذرة يعبث بها اعداء الله ويحركونها كيفما شاءوا.
كونوا رجالاً وتقدموا إن شئتم.
دعوا ترامب وعملاءه ان ينقذونكم من بأس الله الذي يمدنا بتوكل عليه وثبات منه ونصرٌ عليه وعدنا نحن ولم يعدكم انتم أيها الأقزام.
ومع مرور الايام حصار العدو يشتد على المجاهدين من كل الجهات ولم يعُد هناك مخرجاً منه إلَّا الى الله وهو السلام ومنه الأمن.
حاول العدو التقدم أكثر عبر أربعة مسارات تسانده نيران المدفعية وصواريخ الطائرات وغيرها ومع كل محاولة كان يبوء العدو بالفشل ويخسر من قطعانه قتلى وأسرى ومصابين وآخرين يفرون بنفسيات منهزمة ومعنويات منحطة.
لم ينجح العدو أبداَ في محاولاته تلك فابتكر طرق الاستنزاف ومحو الحياة من على مدينة الدريهمي فعمد على استهداف خزانات وأبار الماء حتى يموت المجاهدين والمواطنين عطشاً فيرفعوا راية الاستلام.
كثف من ضرباته وعملياته الهجومية والايذائية
اثنان وسبعون فرداً هم قوام المجاهدين يتناقص عددهم مع كل قطرة دم تسقط شهداء او جرحى.
لكن المعتمد على الله والوثق به وعرفه حق المعرفة لم تهتز ثقته ولم ترهبه ضربات و زحوفات العدو الذي هو بعيدٌ كل البُعد عن الله.
ملاحم بطولية ونزالات أُسطورية وثقها المرابطون تنكيلاً بالعدو يلقنونه أشد وأعظم الدروس كانت توثق حسب فصولها بالصوت والصورة والحدث الذي أبهر الجميع وخرّت الجباه ساجدة لله على نعيم تأييده للمرابطين الذين زادتهم آيات الله إيماناً إلى إيمانهم وكيف لا تزداد ثقتهم بالله وتوكلهم عليهم وهم يرون عاصفة تهبُ تدخلاً من الله لخمسة من المجاهدين كان قد حاصرهم العدو في موضع صغير حاولوا استدراجه فحاطت بهم الجموع والرصاص ومختلف الأعيرة فنادوا يا الله كُن لنا خيراً وناصراً لتهب عاصفة الله ملئت المنطقة وتحت رحمة الله وضلاله عاد الخمسة الى مواقع رفاقهم يحمدون الله ساجدين مهللين لم يصبهم أذاً أو مكروه أراده العدو لهم وهو موقف ولحظات تشرأبُّ له الاعناق وتخرُ المؤمنين ساجدة لله.
انتصر الحق وانتصرت الارادة الصلبة وانتصر الدم على السيف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق