...
✍ أبو يحيى الجرموزي
............
من جديد وفي زمان الذل والانبطاح تُعاد الجاهلية مرة أخرى إلى أراضي نجد والحجاز ودُنست الكعبة والمدينة المنورة بالرجس اليهودي المقيت وأصبحت المدن ملاذاً لشذاذ الأفآق وعديميَّ الأخلاق وفاقديَّ الرجولة ومن جنسيات مختلفة غربية وشرقية وأفريقية وبأشكالهم الصفراء والبيضاء والسوداء والحمراء جميعهم توافدوا كالقطعان الشاردة التائهة
عنوة وبدون سابق أنذار وتحت يافطة الحضارة والرقي والتقدم ورؤى التطوّر فُتحت الملاهي الليلية والمراقص النهارية وبيوت الدعارة وشواطئ الاختلاط والتعرّي والمثلية الوقحة وعلى مرأى ومسمع وصمت وتغاضي من أفتوا بحرمة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف خرج ما يزيد عن 750 ألف من البشر تحت سقف الترفيه العالي والمفتوح حيث تجد كل شيء يخطر ببالك من الحرام والعصيان لله.
جهاراً نهاراً وبمكبرات الصوت والشاشات العملاقة فسد الجمع وتاه الحاضرين في بحار الشيطان الذي لا يخرج منها من غمر رجليه بوحلها النجس ورائحتها الخبيثة.
شذوذٌ جنسي وبعدٌ عن الله وحربٌ لحدوده وضربٌ للقيم والأخلاق وعادات العروبة وأسلافها
أعاد النظام السعودي جاهلية ما قبل الإسلام وأشدها خبثاً وحقارة ودناءة بلغت من الانحطاط ذروته.
وإلى أرض الحرمين عادت الجاهلية فُتحت المراقص وبيوت الفسق والمجون وأختلط العرب والغرب تحت ضلال الترفيه والحريَّة والسعادة والحضارة والرقيَّ التي يتغنى بها النظام السعودي ومن هو على شاكلته من الأنظمة العربية العميلة والمنحطة والمطبعة مع من يعتبرون اللعب مع الكلاب والقرود حظارة وإنسانية وما نراه إلَّا جهلٌ وسقوط في الوحل والرذيلة.
ما نراه اليوم في السعودية بما يسمى بموسم الرياض لم يكُن هذا ليحصل لو لم يكون الشعب نفسه والمجتمع نفسه راضٍ به ومتوافق مع هواه ونواياه الخبيثة التي أظهرها النظام حين سمح بوجوب كل المحرمات لأن عامة الشعب يعيش الشذوذ والتيه خلف الشهوات والتحضر أُسوة بالغرب من يضلون ويفسدون ويسعون في افساد الأمة وتمييعها عن الحق وعن الصراط السوي والحضارة الإيمانية السامية لتضيع وتتوه وفي دهاليز الشيطان تسير خلف نزواتهم ورغباتهم ولو دخلو جحر ضبٍّ كما قال صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله لدخلوه ويحسبون أنهم مهتدون وما دونهم في ضلال وجهل.
لقد فقد شعب نجد والحجاز ومثله شعب الإمارات والبحرين فقدوا والوعي وانهزموا في أولى خطوات التطبيع مع اليهود النصارى وفقدوا الوطنية والقومية العربية سواءٌ أكان برغبتهم أو خوفهم من السلطان الفاسد الظالم والجائر والذي لم يبلغ هذا المستوى إلَّا بخنوع وتواطؤ وضعف وتسليم وخوف الشعوب نفسها لهذه العبثية والعشوائية المفرطة والجهل المركَّب فالشعوب حيث تريد تضع نفسها في القمة أو في القاع وهي من تغيَّر الأحداث وهي صاحبة الرأي وكلمة الفصل إن أرادت.
والله سبحانه وتعالى لم يغيَّر ما بقوم حتى يغيَّروا ما بأنفسهم.
والتطبيع مع الصهاينة وتوليَّ اليهود والنصارى والسير بإثرهم لن يغيَّر من الواقع شيئاً ولن يحول دون هلاكهم وليس التقرّب منهم نجاة وفلاح وانتصار بل هو خزي وهزيمة وحربٌ من الله ورسوله والمؤمنين وضياع في الدنيا والآخرة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق