الجمعة، 16 أكتوبر 2020

لأسرانا ألف تحية

✍أبو يحيى الجرموزي 
في الوقت الذي نعيش فيه ذكرى المولد النبوي الشريف وذكرى ثورة 14 أكتوبر وطرد المحتل البريطاني من جنوب اليمن نعيش فرحة ممزوجة بحروف الوفاء والإستقبال الشعبي والرسمي لأسرانا الأبطال أسرى الجيش واللجان الشعبية المخلصين المحررّين اليوم من سجون ومعتقلات العدو وحلفائه ومرتزقته في الداخل اليمني وخارج الحدود.
عادوا أسرانا مرفوعي الرأس والهامات تناطح السحاب عادوا وكلّهم عنفوانٌ يماني وشوق وإشتياقٌ لجبهات وميادين القتال والدفاع المقدّس لمواصلة درب الجهاد والتنكيل بأعداء الله حتى تحرير اليمن من دنس الأعداء ورجس الأنذال 
عادوا وعيونهم شاخصة نحو فلسطين لتحرير القدس قضيتهم المركزية الأُولى.
عادوا إلى حيث الوفاء والعهد الذي لم ولن يتغيّر مهما كانت تعرّجات الأحداث.
إستقبال شعبي ورسمي وحفاوة كبيرة وفرحة لا توصف وشعب اليمن يستبقل أسراه المفرج عنهم 
لتعيش صنعاء ومحافظات اليمن وأهالي المحررّين وعامة المجتمع اليمني وجماهيرة الحرّة الأبية فرحة الإستقبال الكبير والغير مسبوق وإلى السما عانق المجد اليمني سمواً وتحدّياً
ونحن نشاهد لحضات إستبقال الأسرى المحررين من الطرفين ( حقٌ وباطل ) مجاهدين ومرتزقة رأينا الفرق شاسع ما بين هذا وذك وما بين الدولة والنظام ومابين المرتزقة والمليشيا 
في صنعاء حضرت الدولة وحضر الشعب لإستبقال شرفاء اليمن المغيّبين في سجون ومعتقلات العدو في مارب وعدن وشبوة وحضرموت إلى السعودية ( أُمّ الإرهاب ) 
وفي سيئون حضرت كاميرا الحدث والعربية ومجموعة من المرتزقة ولفيف عسكري لا يصل تعداده عشرة أفراد بما فيهم العاملين بمطار سيئون الذي غادر منه الأسرى على رحلتين 
في صنعاء حضرت الرجال وحضرت الموسيقى العسكرية تزف الأبطال ( المحررين ) وحضرت الأناشيد الوطنية والزوامل الشعبية وأهازيج الحضور والأهالي وشاطرت فرحهم الألعاب النارية 
وفي سيئون حضر الفتات بصغاره يستقبل رفقاء سُحته ونذالته وخيانته الوطنية
في صنعاء فُرش السجّاد الأحمر ورُش الفل والعطور كرماً لمن باع نفسه لله وللدين والوطن وحضر الوزراء وحشود عفيرة من الشعب اليمني وغمرت الفرحة شوارع العاصمة صنعاء إبتداءً من المطار إلى دوار قاعدة الديلمي إلى شارع المطار وجولة الجمنة تجوب الشوارع فرحاً وإبتهاجاً بخروج من شرّف اليمن ودافع عنه بإستماتة إيمانية جهادية.
وفي سيئون فُرش الإرتزاق ورُشّ عرق المرتزقة ودُست كرامتهم وهم يرون الدولة تستقبل أبناءها الشرفاء لا المرتزقة والعلوج المعوّجة.

إلى صنعاء عاد الشرفاء ومنها سيشدّون الرحال برفقة أهاليهم وجموع توافدت لإستقبال جميعهم إلى منازلهم ليعيشوا فرحة الإنتصار التي طال إنتظارها بسبب تعنّت تحالف العدوان
من صنعاء إلى صنعاء إلى ميادين الشرف والبطولة توافدت الرجال لتجاهد أئمة الكفر والظلاب والإرتزاق ( تحالف العدوان ) لتذود عن اليمن الأرض والإنسان والعقيدة ببأسٍ قرأني أصيل ومن حيث المواجهة المحتدمة مع العدو أُسرَ بعض مجاهدي الجيش واللجان الشعبية وهاهم بفضل الله ثم بفضل قيادة الثورة والسياسة واللجنة الوطنية لشؤون الأسرى وبعد أتعاب ومعانات الأسر والتعذيب في معتقلات قوى العدوان يعودون وكلّهم عزيمة وإباء إلى العاصمة صنعاء التي خرجوا ليدافعوا عنها.
وفي نفس الوقت نجد أسرى المرتزقة يخرجون من صنعاء إلى مناطق سيطرة العدو ليعودوا إلى صنعاء فاتحين محررّينها من أبناءها وبعد إن جاء بهم الدهر وساقتهم ذنوب إرتزاقهم يدخلون إلى مرغمين مكبلين بقيود الأسر
أرادت لهم صنعاء الخير والكرامة
أرادت لهم المكانة الرفيعة رغم أنهم أرادوا لها الشر والإرهاب وهاهي أحتضنتهم لفترة سجنهم في معتقلاتها واليوم يغادرو صنعاء العاصمة والأم والقلب النابض لكل أبناء اليمن غير العاصين
اليوم خرج أسرى المرتزقة إلى حيث لا يستقبلهم أحد إلى سيئون إلى عدن إلى مارب
في سابق إرتزاقهم غادروا صنعاء خونة وعادوها خونة وهاهم اليوم يغادروها خونة مهتانين
مفارقات مابين الدولة والنظام والقانون والسيادة الوطنية وحريّة القرار وما بين المليشيات والعملاء مسلوبي الحريّة والقرار والسيادة
معظم أهالي أسرى المرتزقة المحررّين اليوم يتواجدون في جغرافيا يسيطر عليها المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ لم يسمح لهم أسياد نعمتهم بأن يعودون إلى أهاليهم ليعيشون معاً فرحة إطلاق سراحهم وبذلّهم وخسّتهم أُسحبوا إلى سيئون ليستقبل طاقم قناة الحدة والعربية ولفيف من المرتزقة بلا فرحة تجمعهم وبلا عناقٍ يظمهم.
خسروا دنياهم وضيعوا أهاليهم وفقدوا أحضان أمّهاتهم وبسبب جهلهم وغبائهم وإرتزاقهم عجزوا من مسح دموع أُمهاتهم وأقربائهم.
أنّه الإرتزاق لا دين له لا وطن له ولا كرامة
إنه الإرتزاق من يهوي بصاحبه سبعين خريفاً في الدنيا وفي الأخرة إلى نار الجحيم بخلود الذل والإرتزاق يعاني التعذيب والويل والثبور.
جميلٌ عودة الأسرى الذي تزامن وصولهم مع إحتفالات شعبنا اليمني ذكرى المولد النبوي وذكرى ثورة اكتوبر ومع إنتصارات شعبنا ومجاهدينا في مختلف الجبهات بما فيها وأهمها تحرير مناطق واسعة وفك حصار الدريهمي الذي جثم جائراً لعامين ونيّف وما كانت لتأتي تلك الإنتصارات والأفراح بدون تضحيات الأسرى وبسالة المجاهدين المرابطين ودماء الشهداء وأنّات الجرحى والمفقودين.
لأسرانا ألف تحية فهم مفخرةٌ الزمان وأصالة الحديث وأباطرة الزمان وهم العمالقة في زمان الأقزام والإنبطاح.. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل يعي النظام السعودي الخطر القادن

هل يعي النظام السعودي الخطر القادم ✍ أبو يحيى الجرموزي  النظام السعودي ومن خلال المراوغة والهدنة القاصرة يبدوا انه استغل التواضع والحكمة ال...