الخميس، 29 سبتمبر 2022

الخطبة الرابعة لشهر ربيع الاول للعام 1444هـ .. (أهمية توقير رسول الله والغاية الإيمانية من الاحتفال بالمولد)

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

الخطبة الرابعة لشهر ربيع الاول للعام 1444

التاريخ: 4/ ربيع الاول / 1444 هجرية 
الموافق : 30 / 9 / 2022 م

العنوان :(أهمية توقير رسول الله والغاية الإيمانية من الاحتفال بالمولد)

*خطبة الجمعة الأولى من شهر ربيع أول 1444هـ*

         _(الخطبة الأولى)_

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ . فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ . أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}.
وأشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدًا عبده ورسوله خاتمُ النبيين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين قرناء الذكر الحكيم، والهداة إلى الصراط المستقيم، ورضوان الله عن الصحابة الأخيار المنتجبين من الأنصار والمهاجرين.

*أما بعد/ أيها المؤمنون:*

يقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا . لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}، ويقول سبحانه وتعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
ماذا أقول وما آتي وما أذرُ.... في مدح من ضُمِّنت مدحاً له السورُ
عن الثناء لمن جاء الثناء له.... في معجزات المثاني يعجز البشرُ
من كان مادحه الدَّيان في سور القـ.... ـرآن فالمدح إلا ذاك يحتقرُ
إنّ أحفاد الأنصار وأبناء يمن الإيمان والحكمة منذ الأيام الأولى من شهر صفر وإلى يومنا هذا المبارك وهم يتهيؤون ويستعدون للاحتفال بمولد خاتم النبيين محمدٍ رسول الله؛ لأن الأنصار هم السابقون في النصرة لرسول الله، والاستجابة لله، والإعلاء لكلمة الله، والتضحية في سبيل الله، والاتباع للشريعة الإلهية الغراء التي جاء بها رسول الله من عند الله، قال تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}فالأنصار هم الذين ناصروا رسول الله مناصرةً صادقة، واستجابوا له قبل غيرهم استجابةً إيمانيةً استحقت أن تذكر في القرآن الكريم كنموذج تقتدي به الأجيال، وتسير على خطاهم جيلا بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، قال الله في كتابه الكريم: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}.
 وأهل اليمن في هذه الأيام يوقرون رسول الله، ويعظمونه، ويعبرون عن مشاعر الحب والولاء والوفاء لسيد البشرية الذي هدى الله به الأمم والشعوب إلى الصراط المستقيم، وأنقذها بمبعثه من الطواغيت والجبابرة، وهم في هذه الأيام يجسدون قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}.

*عباد الله الأكارم :*

إن التوقير والنصرة لرسول الله ليست مجرد طقوس شكلية واحتفالات كرنفالية، بل هي احتفالات ونشاطات لتعزيز الارتباط الإيماني والأخلاقي والتربوي والجهادي برسول الله، وهذا الارتباط الممتد عبر القرون قد عبّر عنه رسول الله بقوله يوم حنين عندما قال للأنصار: (ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاء والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكتُ شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار؛ فبكى الأنصار حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قسما وحظا).وإنّ كل الأنشطة والفعاليات والأمسيات والندوات هي خير شاهد على مدى المحبة والعشق لرسول الله، وهذا التفاعل الإيماني الكبير لا نظير له في الساحة الإسلامية والحمد لله.وهذا هو التوقير الذي تترجمه الأعمال، وتشهد له الأنشطة القيمة والهادفة استبشارا وفرحا بقدوم مولد الحبيب المصطفى (صلوات الله عليه وآله) كما فرح واستبشر الأنصار بقدومه إلى المدينة المنورة، واليوم ها هي كثير من مدن ومحافظات ومديريات اليمن الميمون تستقبل ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتستعد الاستعداد الكبير والتاريخي للاحتفال بذكرى مولده المبارك قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.

*عباد الله:*

إنّ رسول الله هو أعظم منةٍ امتن الله بها على عباده المؤمنين الذين يقدرون هذه المنة الكبرى حق قدرها، يقول الله: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} فرحمة الله وحكمته اقتضت أن ينعم على عباده بالنعم المادية والملموسة والمشاهدة إلا أن النعم المعنوية هي الأهم والأعظم، وفي مقدمة النعم المعنوية: نعمة الهداية إلى صراط الله المستقيم، ونعمة التزكية والتربية الصالحة والحكمة والعزة والكرامة، والخروج من الظلمات إلى النور، ومن الجاهلية إلى الإسلام، ومن الضعف إلى القوة، ومن الذل إلى العز، ومن الجهل إلى العلم، ومن الانحراف إلى الاستقامة، ومن مساوئ الأخلاق إلى محاسنها ومكارمها، وهذه النعم الجليلة، والمنن العظيمة كانت حاضرة في دعوة إبراهيم الخليل حين دعا ربه بأن يبعث خاتم النبيين محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

*أيها المؤمنون:*

إن مظاهر الفرح برحمة الله للعالمين، ورفع ذكر رسول الله خاتم النبيين، والتوقير لنبي الله الكريم صلوات الله عليه وآله: لها أهميتها وآثارها النفسية والوجدانية، وتتضمن الكثير من الدروس والدلالات والأبعاد والأهداف القيمة والمهمة، ومن أهم الدروس والعبر التي يجب أن تترسخ وتتعزز في ذكرى مولد رسول الله الأكرم، هي: الوعي بالغاية من إرسال الرسل ومن أهمها:
أولا: تحرير الأمم والشعوب من الطاغوت، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} واليوم ها هي الشعوب الإسلامية تعاني من طغيان أمريكا وفسادها في الأرض، ورأس الكفر والجاهلية اليوم يتمثل في أمريكا ودول الاستكبار، ولن نستطيع الوقوف أمام جاهلية اليوم إلا بالعودة إلى رسول الله ورسالته الهادية التي تهدي الناس للتي هي أقوم.
ثانيا: إصلاح الإنسان وتزكية نفسه وتربيته وتأهيله ليكون إنسانا صالحا مستقيما، ونموذجا راقيا يجسد قيم الخير، ويسهم في إقامة القسط والعدل وإحقاق الحق في هذه الحياة التي طغى فيها الظلم، وعمّ فيها الجور بسبب الانحراف عن خط الرسول والرسالة، قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
ثالثًا: تربية الإنسان وتأهيله ليكون حاملا للمسؤولية، وآمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}.
كما أنّ من أهم غايات وأهداف الاحتفال بذكرى مولد رسول الله، هو: العودة إلى مكارم الأخلاق ومعالي الأمور، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ونحن في أمس الحاجة إلى الالتزام بالأخلاق النبوية العظيمة لاسيما ونحن نواجه الحرب الناعمة التي تستهدف الأخلاق والقيم، وتستدرج الشباب والبنات إلى مستنقع الشهوات وضرب رجولتهم ودينهم وأخلاقهم ونخوتهم ومن أجل أن تتخلص الأمم من الطاغوت، وتنعم بالحياة الطيبة والكريمة، وتحصل على التزكية والاستقامة؛ فقد اصطفى الله لها صفوة البشر من الأنبياء والمرسلين الذين اصطفاهم واختارهم وأدّبهم وربّاهم وأهّلهم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله اصطفى كنانة من بني إسماعيل، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم فأنا صفوة الصفوة، وخيرة الخيرة".

*عباد الله:*

لقد كان العرب قبل بعثة رسول الله في جاهلية جهلاء وضلال كبير، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}وضلال أمريكا اليوم هو الضلال المبين، وسياسات أمريكا الطغيانية وتوجهاتها الشيطانية هي عين الضلال، ولن يبدد ضلالها إلا نور النبوة والرسالة التي جاء بها رسول الله، قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. 
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.. 

    _بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ_ 
*وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)* 

        _(الخطبة الثانية)_

*(أهمية الإعداد والعرض العسكري في القرآن الكريم)*

الحمد لله الذي أنعم على المستضعفين بالنصر والتمكين، وتفضل عليهم بالعون والتأييد، وجعل لهم الرهبة في صدور المستكبرين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي المؤمنين الشاكرين، ورافع درجات المجاهدين، وأشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدا عبده ورسوله، أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين ولو كره المشركون، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.

*أما بعد/ أيها المؤمنون:*

علينا أن نعي بأن القرآن الكريم هو كتاب هداية وتربية وتزكية وتبيان لكل شيء، قال تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}ومما أكّد القرآن الكريم على أهميته وأمر به، هو: مسألة إعداد القوة لإرهاب أعداء الله وأعداء المؤمنين والمؤمنات من الطواغيت الكافرين الذين لن يرعوا لنا أي حرمة فيما لو تمكنوا ولم تردعهم قوة، والشعب اليمني اليوم صارة قوة لا يستهان بها بفضل الله وتوفيقه، ثم بفضل المجاهدين الصادقين مع الله المتوكلين عليه الذين صنعوا وطوروا الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة؛ لتكون أسلحة دفاع وردع لكل المجرمين والطغاة المعتدين وصدق الله القائل:{لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ}وبإذن الله: سيذوق المعتدون والخونة وَبَالَ أمرهم، وسيندمون الندم الكبير - بحول الله وقوته - إذا لم يوقفوا عدوانهم، ويرفعوا حصارهم، وينهوا احتلالهم، ويسحبوا قواتهم الغازية من أرض اليمن الطيبة التي أصبحت اليوم تمتلك قوة ضاربة، وتمتلك المشروعية العادلة والكاملة في ضرب كل الغزاة والمحتلين وعملاءهم في الداخل والخارج.

*عباد الله:*

يقول الله تعالى:{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ . إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ . فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ . رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} هذه الآيات القرآنية المباركة تشير إلى سليمان بن داوود وتصفه بهذا الوصف العظيم: أنه كان عابدًا أوابًا، وكان قائدًا عسكريًا محنكًا، وهكذا هم أنبياء الله وأولياؤه والعباد الحقيقيون القريبون من الله تعالى حيث لا يلغون أو يشطبون جانب الإعداد المعنوي والقوة القتالية؛ فهذا نبي الله سليمان يقوم قبل الحرب ومواجهة الأعداء بعمل عرض عسكري بالخيل الجِياد ويدربها ويؤهلها التأهيل القتالي؛ لتكون على أتم الجهوزية كما هو حال الشعب اليمني اليوم الذي قدّم أبناؤه المجاهدون ذلك العرض العسكري المهيب والكبير في الذكرى الثامنة لثورة المستضعفين ثورة 21 سبتمبرذلك العرض الجهادي الإيماني الذي جعل الألسنة ناطقة بالشكر والحمد لله على فضله وتوفيقه، وجعل الكثير من أعين المؤمنين تدمع اعترافا بفضل الله وإقرارًا بتوفيقه فلولاه لما وصل المستضعفون إلى ما وصلوا إليه، ولولا عنايته وتوفيقه ورعايته لما تحقق أي انتصار أو أي إنجاز؛ فلسنا شيئا إلا بالله مهما كنا في العدد ومهما كانت إمكانياتنا؛ فيجب ألا نغفل عن الله الذي لا حول ولا قوة إلا به، ولا نصر إلا من عنده.
لقد أثلج ذلك العرض صدور اليمنيين، وأسعد قلوب أسر الشهداء والجرحى والمرابطين، ورفع رأس أهل الإيمان في الداخل والخارج، ولم يكن الكثير يتوقع في يومٍ ما أن نشاهد أسلحة متطورة مكتوبٌ عليها: (صُنع في اليمن)إنّ العرض العسكري يعتبر نصرًا استراتيجيًا في زمن الهدنة، وقد رأينا قلق الصهاينة وردّة فعلهم من تلك الطائرات، وتلك الصواريخ البحرية والأرضية والجوية، وتلك الزوارق الحربية، ورأينا قلق الأمريكيين على قواعدهم العسكرية في إرتيريا وجيبوتي، والحمد لله أن الشعب اليمني أصبح يقلقهم ويشكل خطرا عليهم، وهذه نعمة تستحق الشكر الكثير والمزيد من الجد والنشاط والتحرك والتحشيد حتى يمنّ الله علينا بالنصر الكبير.ولا ننسى حكمة القيادة المباركة التي لها الفضل بعد الله في إدارة المعركة، واتخاذ القرارات الحكيمة والمواقف الشجاعة في السلم والحرب، ولقد أثبت الواقع أن الموافقة على قرار الهدنة كان لصالحنا أكثر مما كان لصالح العدوان، والشواهد على ذلك كثيرة، ولا يعني ذلك أننا قد انتصرنا، وأن الحرب قد انتهت. لا .. فنحن لا زلنا في مرحلة هدنة مؤقتة، وما علينا إلا أن نكون أكثر اطمئنانا وثقة بقيادتنا سواء جددت الهدنة أم لم تجدد؛ فهي صاحبة القرار الفصل في هذا الشأن قال تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا . فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا}.
ولقد أصبح من سابع المستحيلات: السيطرة على اليمن واحتلاله ونهب ثرواته وسرقة خيراته في ظل هذه القيادة المباركة والجيش والأحرار من أبناء هذا الشعب، وعلى الأعداء أن يحسبوا ألف حساب لتهديدات القيادة، وأن يراجعوا حساباتهم قبل فوات الأوان، وعليهم أن يقلقوا من الشعب اليمني وقدراته المتنامية؛ فالشعب اليمني شعبٌ مسلح، وكان يحسب له الغزاة ألف حساب وهو لا يمتلك إلا البنادق فكيف وقد بات يصنع ما لا تسطيع معظم دول المنطقة تصنيعه، والقادم أعظم بإذن الله.
عباد الله الأكارم:
نظرا لأهمية الإكتفاء الذاتي وتوفير القوت الأساسي للإنسان ندعوكم ونحثكم لزراعة جميع الأراضي الزراعية الصلبة والأراضي الصحراوية والكثبان الرملية بمحصولي الحبوب ( القمح كأولوية ) والبقوليات وزيادة التوسع في الرقعة الزراعية وعدم تضييع هذه الفرصة العظيمة في هذا الموسم 

*عباد الله :*

﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ اللهم صلِّ وسلم على أبي القاسم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى الخمسة أهل الكساء عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين، وعلى آل رسول الله، وعلى كافة الأنبياء والمرسلين، وملائكة الله أجمعين، وارض اللهم برضاك عن الصحابة المنتجبين.
اللهم ارحم شهداءنا وموتانا، واشف جرحانا ومرضانا، وفك أسرانا ورد مفقودينا، وانصر المجاهدين وثبت أقدامهم وسدد رميهم واغفر ذنوبهم وأصلح أعمالهم ودبر أمورهم.
اللهم عليك بآل سعود ومن ساعدهم، وعليك بأمريكا وإسرائيل ومن تحالف معهم، اللهم شتت شملهم، وفرّق جمعهم، واهزم جندهم، واجعل كيدهم في نحورهم برحمتك يا عزيز يا جبار. 

*عباد الله:*

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

.
               *✊🏻الله أكبر✊🏻*
             *✊🏻الموت لأمريكا✊🏻* 
          *✊🏻الــموت لإسرائـيــل✊🏻*
       *✊🏻اللـعــنـة على الـيــهــود✊🏻*
    *✊🏻الـــنـــصـــــر للإســــــــــلام✊🏻*
.
➖➖➖➖➖ ➖
 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
----------------------------

#لبيك_يارسول_الله 
#المولد_النبوي_الشريف 
#مكتبة_الصمود_اليمني 

« مكتبة الصمود اليمني
للنشر والتوزيع الالكتروني » 

رابط القناة تلجرام
https://t.me/alsmoudalymani2022 
رابط المدونة
http://al-samoud-al-yemeni-library.blogspot.com/?m=1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هل يعي النظام السعودي الخطر القادن

هل يعي النظام السعودي الخطر القادم ✍ أبو يحيى الجرموزي  النظام السعودي ومن خلال المراوغة والهدنة القاصرة يبدوا انه استغل التواضع والحكمة ال...