ـــــــ
✍ أبو يحيى الجرموزي
ـــــــــ
في ضل الأحداث المتسارعة والمشاكل المتراكمة التي تواجهها الأمة والعالم أجمع نتاج العربدة والاستكبار والخيانة والتطبيع والتولي لغير الله من قبل أنظمة عربية وإسلامية وخضوع الشعوب العربية التي لزمت الصمت تجاه الممارسات التافهة لحكامها من يدينون بالولاء المطلق للبيت الأبيض وتل أبيب رغبة ورهبة.
ومع هذه الأحداث وتراكم الأزمات التي هي من صناعة الأنظمة حسب التوجه والهدف حتى وإن كان على حساب الشعوب والأوطان والمقدسات
نجد الحق والباطل نقيضين لا يلتقيان أبداً ولا يجتمعان مهما كانت الدواعي والمسببات
فكلٌ في سبيله وغاية دربه يعمل جاهداً لابراز موقفه كمتغلب على الآخر .
وبين هذا وذك شعوب وأنظمة وجماعات وأفراد كل يضع نفسه حيث يريد وحيث المكانة التي تليق وحيث الموقع الذي سيظهر لعامة الناس من خلاله
فمثلاً عشنا في الأيام الماضيه أحداث كثيرة ومناسبات متعددة دينية ووطنية وغيرها
عشنا كشعب يمني وأحرار الامة ذكرى المولد النبوي الشريف وخرجت الملايين من الشعب اليمني لاحياء هذه المناسبة الدينية العظيمة والتي أبهرت العالم وحيّرت قوى الاستكبار عن قوة هذا الشعب العظيم الذي لم تزحزحه الحروب والأزمات ولم يعيقه الحصار وغلاء الأسعار فكان أن حظر بكل إرادة وعزيمة لا تلين لاحياء مناسبة المولد النبوي الشريف في معظم محافظات ومناطق الجمهورية اليمنية.
وتزامناً مع هذه الاحتفالية كان العالم يشاهد احتفالات من نوع آخر لا ترفع لصاحبها رفعة بل أحدثت له ذلة وخزيٌ في الدنيا وفي الآخرة أشد وأعظم ويلاً وثبورا.
حيث احتفلت الإمارات بمعرض أكسبو دبي ومثلها السعودية احتفلت بموسم الرياض وامتزجت احتفالاتهم بالعهر والمجون بمباركة مشائخ وعلماء دين حرَّموا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وجعلوه بدعة وضلالة وإلى الضلال رمى بنفسه من يحتفل به في الوقت الذي يباركون احتفالات الفسق والاختلاط بين الرجال والنساء في الأماكن العامة والمكشوفة وعلى الشواطئ وفي المتنزهات وتحت يافطات الترفيه وفتح باب السياحة على مصراعيه لشذاذ الآفاق وعديمي الأخلاق من كل أرجاء المعمورة جمعتهم الدياثة والخسة والانحطاط.
ونحن كشعب يمني حينما نرى من حولنا يسابق الرذيلة حبواً للاقتداء بالغرب ولقطاء كوكب الأرض شعوب وأنظمة نحمد الله ونشكره على أن أيقض فينا من يهدينا ويرشدنا ويعلمنا ويغيَّر من الواقع التعيس التي كنا لو لا فضل الله ورحمته وفضل قائد الثورة والمسيرة القرانية لكنا اليوم نعيش الواقع الخليجي المزري واقع الترف والإسراف في البدع والضلال وعصيان الله.
ولنا ان نسأل أنفسنا من نحن ومن هم
من نحن الذين ما زلنا على عهد وقيم الدين والقبيلة والعروبة نحافظ ونسأل الله التثبيت والسير على الهدي والصراط المستيقم
ونرى غيرنا يلهثون خلف الدنيا بزخرفها الزائل والمقيت والذي يجعل من صاحبه يعيش الإذلال مهما امتلك من مقومات الحياة الاقتصادية والتي غالباً ما ترتد عليه ويلاً وثبوراً وسيصلى سعيرا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلَّا من أتى الله بقلب سليم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق