✍أبو يحيى الجرموزي
بعيداً عن الأهل والصحب والصديق عانى سنيّ الأسر والتعذيب , سنيّ الفرقة والشتاب والتعب والمعاناة مغيّبٌ لسنوات في غياهب الظلام والوحشية سنوات مغيّبُ سجون العدو ومرتزقته لا يرى الشمس هو ورفاقه خلف القضبان الحديدية وجزاولة السجن من يفتلون عظلاتهم على الأسرى والمعتقلين.
المجاهد / سليم أحمد الجرموزي من أبناء محافظة ذمار بعد إن وقع الأسر في جبهات القتال مقبلاً منكلاً بأعداء الله ( أقزام البشرية وحثالة الإرتزاق )
عاد مؤخراً إلى صنعاء العاصمة الأُم والشموخ في صفقة تبادل خرّج حُرّاً وفي مطار صنعاء الدولي يسجدُ حمداً وشكراً لله من أخرجه من ضلمة السجون والتعذيب إلى نور الحرية والإيمان عاد وكلّه عنفوان وقاد أزداد بريقاً في عالم المسيرة القرأنية الحقة وهو يرى طوفانٌ من البشر يستقبلونهم بكل شوق وحب وشغف إيماني وعشق خالد لم تفصله المسافات لسنوات تجاوزت الثلاث والأربع والخمس وسادس عام قضاه بعض الأسرى المحررين مؤخراً.
هي أيام بعد عملية التحرير والحفاوة والإستبقال في العاصمة صنعاء عاد المجاهد سليم إلى بيته تحتضنه والدته أبوه واخوته وجموع من الأصدقاء والأقارب يعود مجدداً لسبيل العزة والكرامة يتزوّد من هدى القرأن في دورة تنشيطية قصيرة ليعود كعادة الرجال إلى حيث العشق المحمدي العلوي إلى حيث المكان الذي إذا ما وطئت قدم عبدٌ إلاّ أحبه الله وأختصه بعظيم كرمه وعنايته.
وبقلبٍ سليم صافي طاهرٌ ونقيّ ها هو سليم القلب والبصيرة يعود لعشقه الدائم إلى جبهات القتال بعزيمة عجزت آلات الأسر والتعذيب وأيادي الإرتزاق التابعة للسعودية وأمريكا عن إركاعه وثنيه عن الجهاد فهاهو لم يلبث في بيته إلاّ أيام قليلة وهو الذي غاب عنهم لثلاثة أعوام ونيف في غياهب سجون المعتدي وأدواته المرتزقة في مارب.
سليم تذكّر قوله سبحانه وتعالى ( یَوۡمَ لَا یَنفَعُ مَال وَلَا بَنُونَ ) وأنطلق من جديد إلى جبهات الإباء الإصطفاء.
عاد لتوّه حيث المحراب المقدّس وشكل بمعيه ثلة قليلة ممن قال الله فيهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
ثابر جاهد قتل نكلّ وأشفى غليليه وشفى الله على يديه ورفاقه مجاهدوا الجيش واللجان الشعبية قلوب المؤمنين قلوب المستضعفين حتى لقي الله شهيداً فائزاً ببشرى الله جنة عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين المجاهدين وهي بشارة عظيمة ورابحة لمن تاجر مع الله وعاش روحية المؤمن الواثق بالله ناصراً ومعينا.
وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلاّ ذو حظ عظيم أُستشهد سليم صاحب القلب السليم وحلّق بجناحيه نحو الرفيق الأعلى والرحيق المختوم وفي ذلك فليتنافس الرجال المؤمنين الغيارى والصادقين
فسلام الله عليه طفلاً في المهد وليداً وشاباً يافعاً ومنطلقاً مجاهداً ويوم أسُر وسنين ثلاث قضاها أسراً وسلام الله عليه أسيراً محرراً عائداً الى اهله وسلام الله عليه عائداً إلى جبهة الشرف والرجولة والعزة والكرامة وألف سلام الله عليه يوم أُستشهد ويوم يُبعث حيّاً ذلك سليم صاحب الهمة العالية والقلب السليم ورحم الله شهداؤنا الأماجد الأخيار من بدماؤهم وهبوا لنا كشعب يمني الحياة بحريّة وسعادة وأمن وكرامه ولا نامت عيون المرتزقة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق