إسم جديد على ساحة الفن اليمني
مسلسل حاكت قصصه حياة وواقع الإنسان اليمني وقُدمت فيه صورٍ إيضاحية لمعلاجة الأخطاء المتراكمة للدراما اليمنية التي كانت أشبه بتحصيل حاصل وإلهاء ليس إلاّ وقصص ليس لها ذرّة من الواقع
واليوم ونحن نتابع المسلسل اليمني الشهير (بعد الغياب) الذي نال إعجاب ومتابعة كثيرة من عامة أبناء اليمن الذين أنتظروا بشغف لمثل هكذا مسلسلات تحكي الواقع وتصلح ما أفسده التمثيل سابقاً إبّان الرأس فسادية
تابعت كغيري المسلسل وكنت لا أمل من القصص التي حواها وسردا تفاصيلها بدقة متناهية
إبتداء من البساطة التي كانت تعيشها القرية التي تمحورت حلقات المسسلسل حولها .
تطرّق إلى قظاياء عدة لتقبى أهمها ما يعانيه الشعب اليمني من حرب وحصار سعودي غاشم واعتداء سافر وإعتقال تعسفي للمسافرين والمغتربين والابرياء بتهم الاسماء والمناطق وكشف المسلسل يعانيه الاسرى والمعتقلين في سجون ادوات العدوان في مارب وهو ما ينطبق تماما في كل المحافظات والمناطق التي تقبع الإحتلال والسيطرة
ومما تطرّق إليه المسلسل هو العشوائية في العمل الإداري للشركات والمؤسسات وعمل البعض من رجال الاعمال لمحاربة اصحاب التخصص والكفاءات.
وكذلك لا ننسى الأخطاء التي ترتكبها المختبرات في كشف النتائج المختبرية للفحوصات وكذا حالات بعض الأمراض حيث يُفتقد في بعض المستشفيات التنسيق بين الأطباء وكلاً يعطي النتيجة حسب رؤيته دون مشاورة الأخرين.
ومما كشفه المسلسل هي العشوائية والطمع لبعض المزارعين والذين يستبدلون المحاصيل الزراعية بزراعة القات ورش المبيدات التي قد تضرّ بالتربة وتجعلها تفقد طبيعتها وتُتلف عن الإنتاج.
ومما لفت إنتباه المشاهدين هي تلك القظايا التي نلمسها وللأسف الشيدي في الواقع اليمني والعربي وهي حرمان المرأة من حقها الشرعي الذي أختصّها الله ومنحها ورثاً شرعياً لا يُنازع عليه ولا يتهرّب منّه إلاّ فاسد ومجرم وظالم جاهلي.
ومن أهم ما تطرّق إليه مسلسل (بعد الغياب) هو غياب الظمير الإنساني للمنظمات المدّعية بإنسانية والتي جعلت من وضيفتها غطاءً لتحقيق أهدافاً خبيثة تسنف مبادئ وقيم البشرية.
ومما تطرّق إليه المسلسل هو أهمية التكافل الإجتماعي وحرص الأهالي على الإهتمام ببعضهم واحتواء الأخرين
وكذلك الغطرسة التي شهدتها اليمن إبّان حكم الهالك عفاش وزبايته والأعمال الشيطانية الخبيثة التي أنتهجها ضد من يخالفه في الرأي ويعارض افكار عمالته من خلال الزج بهم في السجون وتضييعهم خلف القضبان لسنوات عدّة لإنتمائهم العرقي والطائفي
ولتبقى حادثة بيع الأسرى والمعتقلين من قبل المرتزقة للسعودية والإمارات من أهم ما تطرّق إليه المسلسل وهو يروي حادثة اختطاف عائدين من الغربة وبيعهم للإمارات بغرض مقايظة الدولة لاطلاق اسرى سعوديين وإماراتيين وهو حقيقة مايعيشه أسرى الجيش واللجان الشعبية ومعتقلون اخرين في سجون أدوات وأحذية العدوان.
ولهذا يجد المتابع أهمية مثل هكذا مسلسلات ترسم الواقع المعيشي والعمل على معالجة الأخطاء والإشكاليات التي تواجه المجتمع اليمني منذُ عصور سابقة عاش فيها الفساد
والتي كانت الدراما فيما مضى عامل مساعد لتفشى وإنتشار الفساد بشقيه المالي والإداري والأخلاقي ونحن من رأينا ومت زلنا نرى قنوات المجون تعرض مسلسات هابطة وضيعة مسيئة لمكارم وأخلاق المجتمع اليمني المحافظ .
وبالنسبة للمثلين فقد كانوا في الموعد
اجادوا الأدوار ببراعه وتفننوا وقدموها كصور واقعية نالوا الإشادة والإعجاب من المتابعين واصبحوا حديث الشارع اليمني لما يتميزوا به عن غيرهم فقد كانوا على أرقى مستوى وأظهروا الصورة الحقيقية للإنسان اليمني المحافظ على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف
لهم التحية والإجلال ولكل العاملين والقائمين على هذا المسلسل الرائع كتّاب ومخرجين ومنسقين ونتمنى مواصلة هذا العطاء وإستمراية الأداء والنهج الفنى الجميل بعيداً عن الخيال وبعيداً عن الترّهات وخزعبلات الدراما التي اعتدناها في السابق والتي لم تكن تهدف لشيئ
ونتمنى إستمرارية المسلسل في أجزاء قادمة مع إيضاح اكثر للواقع اليمني في ظل الحرب والحصار الشعودي الأمريكي
وتطلعات الشعب اليمني بمواصلة العطاء والزخم الثوري والجهادي لمقاومته وجهاده حتى تحقيق الإنتصار بأذن الله
الشكر موصول لقناة المسبرة قناة (صدق الكلمة)
✍أبو يحيى الجرموزي
https://t.me/abuyahyea
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق