الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
الـعـنوان : ((أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))
التاريخ / 18 / 3 / 1444هـ
المـوافـق / 14 / 10 / 2022م
الـرقــم / ( 11 )
➖➖➖➖➖➖➖
خطبة الجمعة الثالثة من شهر ربيع الأول 1444هـ
......................................
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا . قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً . مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً}
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق العدل المبين،
ونشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه، أرسله بالهدى ودين الحق، بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فبلَّغ رسالات الله، وجاهد في سبيل الله صابراً محتسباً حتى أتاه اليقين،
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:
إنه لمن المجد والتاريخ الخالد أن تصبح أعظم مناسبات شعبنا هي مناسبة مولد معلمه وأسوته ورسوله ونبيه: أزكى الخلق وسيد الرسل والأنبياء جميعًا محمد صلوات الله عليه وآله، وإنه لمن العزة والفخر والوسام العظيم أن يصبح شعبنا في مقدمة الشعوب العربية والإسلامية التي تفرح وتحتفي برسول الله، وقد أظهر ذلك الفرح والمحبة والولاء بحشود مليونية زخرت بها ساحات المناسبة في العاصمة وفي كل المحافظات، وقد أثبت شعبنا بذلك صدق ما قاله الرسول صلى الله عليه وآله حين قال: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) وحين قال: (إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن) وحين قال: (إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن)، فها هو نفس الرحمن وأنصار رسول الله، وحين تزداد الهوة بين الشعوب العربية وبين نبيها وهويتها؛ يزداد الاقتراب بين الشعب اليمني ونبيه وهويته الإيمانية، وحين يسعى العدو إلى فصل الأمة عن قدواتها الحقيقيين ويربطها بقدوات أخرى؛ يزداد شعبنا قرباً من رسول الله ويثبت أنه لا قدوة له ولا قائد له سوى رسول الله صلى الله عليه وآله، وحين يتآمر العدو لإسقاط الآخرين؛ فإنه يفشل مع شعبنا، وحين يسعى العدو للانتصار على الآخرين؛ فإنه ينهزم أمام شعبنا؛ لأنه شعبٌ تولى الله ورسوله والذين آمنوا فكيف لا ينتصر؟! شعبٌ يتسابق صغاراً وكباراً في المحبة والاحتفاء بالنبي فكيف لا ينتصر؟! وهو لا يبالي إن أنفق وإن سهر وسافر المسافات الطويلة ليحتفي برسول الله، وهو شعبٌ نصر الله ورسوله بمحبته وولائه وبمواقفه العظيمة؛ فنصَره الله وانتصر برسوله.
أيها المؤمنون الأكارم:
من المهم جداً في مولد النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله وسلم أن نشخِّص الأسباب الحقيقية لمعاناة المجتمع البشري ومشاكله المتفاقمة في كل جوانب الحياة، ثم علينا أن نبحث عن الحلول الصحيحة والناجحة لتلك المشاكل، وحينما نعود لنتأمل في مسيرة البشر عبر التاريخ فإننا سنجد أن الأحوال تتكرر بتكرر الأسباب، وسنجد أن المجتمع البشري عاش في كثير من مراحله: واقع المعاناة الكبيرة والمآسي الرهيبة من الظلم والفساد والضلال، وبسبب ذلك تحول واقع البشرية إلى الشقاء، ووصل الحال إلى أن يخسر الإنسان قيمته الإنسانية العظيمة التي منحه الله إياها والتي قال عنها: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} ويخسر فطرته التي تسمو به كإنسان، ويخسر حياة الاستقرار والسعادة التي أرادها الله له، وكل تلك المشاكل والمعاناة والخسائر أسبابها هي: غياب الرشد في التفكير، وغياب النوايا الحسنة، وغياب الأعمال الصالحة، وفي ضوء ذلك الغياب تحضر البدائل: من أفكار ظلامية، وممارسات وأعمال سيئة، ونوايا ودوافع فاسدة؛ ثمرتها المعاناة الكبيرة، والمظالم الرهيبة، والجرائم الشنيعة، والمفاسد الفظيعة، وكلها تسبب للإنسان الشقاء، ولكن أين الخلل؟ وما هو السبب الرئيسي لمعاناة الإنسان؟ إنه الانحراف في مسيرة البشر عن هدى الله وعن تعاليمه التي جاءت من منطلق رحمته وحكمته وعلمه، وقد بيّن الله نتيجة أول حالة تفريط في قصة أبينا آدم "عليه السلام": {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى . وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}.
عباد الله الأكارم:
لقد كرّم الله الإنسان واستخلفه في الأرض وسخَّر له ما في السماوات والأرض، وأسبغ عليه نعمه الظاهرة والباطنة كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ}،
{وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ}،
ومع نعم الله المادية والمعنوية على الإنسان ترافقت نعمة الهداية؛ كضرورة ليقوم الإنسان بمسؤوليته في الحياة، وليقيم العدل ويبني الحضارة ويعيش الحياة الطيبة، وإذا ابتعد الإنسان عن هداية الله؛
حلّت غواية الشيطان كبديل حتمي، وحلّ الشقاء في الدنيا والآخرة، قال تعالى:
{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}،
وقد جنّد الشيطان له جنودًا من الجن والإنس، وأصبح مشاركاً لهم في الأموال والأولاد، قال تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً}، وهؤلاء هم الذين يعارضون الأنبياء والرسل، ويعملون على حرف الناس عن اتباع رسالات الله، وقد سمّاهم الله تعالى في القرآن الكريم بالطاغوت قال تعالى:
{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
أيها المؤمنون الأكارم:
إن طاغوت العصر اليوم يتمثل في أمريكا وإسرائيل، وكل عملهم يتمثل في إخراج الناس من النور إلى الظلمات ،
وذلك من خلال عدة أساليب، من أهمها:
أولًا: نشر العقائد والثقافات والمفاهيم الباطلة والخاطئة المسيئة إلى الله تعالى؛ ليفصلوا الناس عن الله في حياتهم وأعمالهم، وهم بذلك يعملون على نشر الإلحاد والشرك والعقائد المسيئة إلى الله، ونشر مفاهيم تضرب إيمان الإنسان بالله تعالى.
ثانياً: أنهم يعملون على فصل الناس عن الأنبياء والرسل، وفصلهم عن العلاقة بهم كقادة وقدوة، ويفصلونهم عن كتب الله كمنهج حياة ومرجع للمعرفة والهدى، ومن أسوأ ما يفعلونه تحريفهم لمفاهيم الدين باسم الدين.
ثالثاً: سعيهم المستمر إلى تقويض القيم والأخلاق، ونشر المفاسد والرذائل: كالزنى وما يجر إليه من تبرج وفوضى في الاختلاط، وشرب الخمور وتعاطي المخدرات، واستباحة المحرمات والخبائث.
رابعاً: أنهم يسعون باستمرار إلى تغييب العدل من الحياة، وتمكين الظلم والظالمين، واستعباد المستضعفين واستغلالهم.
خامساً: أنهم يسعون باستمرار إلى إماتة الشعور بالمسؤولية، ودفع الإنسان إلى الفوضى في أعماله وتصرفاته.
وكل الوضع الذي يطبعونه بهذا الطابع هو الجاهلية التي نعيشها اليوم بواقع أسوأ من تلك الجاهلية التي حاربها النبي صلوات الله عليه وآله، وأخرج الناس من ظلماتها.
قلت ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار، ورضي الله عن أصحابه الأخيار.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
إن الحل الوحيد للخروج مما تعانيه البشرية عامة والمسلمون خاصة هو: العودة إلى رسالة الله، وتعزيز الصلة بالنبي محمد صلوات الله عليه وآله وفق العناوين الأربعة التي بيّنها الله في القرآن الكريم بقوله تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}؛
فالكل يبحث عن الفلاح والنجاح والسعادة، وهنا الله يرسم الفلاح للبشرية كلها؛ فالإيمان بالرسول صلوات الله عليه وآله هو العنوان الأول: {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ} ويجب أن يرتقي إيماننا بالنبي إلى المستوى المطلوب الذي ثمرته الاهتداء والتأسي والاقتداء، وأن يكون إيماناً صادقاً واعياً مبنياً على معرفة بالنبي، وتعظيم منزلته عند الله، وثقة تامة به، وأن نحبه ونتولاه إلى المستوى الذي قال الله عنه: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}، ولا يكفي إيمان الإقرار فقط، ولذلك يخاطب الله المنتمين إلى الإيمان بأن يؤمنوا الإيمان المطلوب فيقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ}.
والعنوان الثاني: هو قوله تعالى: {وَعَزَّرُوهُ} ويعني: التعظيم للنبي واحترام مكانته ومقامه ومنزلته العالية جداً وتوقيره من واقع الإيمان بعظمته وكماله وإيمانه ومؤهلاته ودرجته عند الله، والالتزام بالآداب المعبرة عن التعظيم، واحترام توجيهاته والتأثر به والتأسي به والاعتزاز بمنهجه وتقديس تعليماته.
والعنوان الثالث: هو قوله تعالى: {وَنَصَرُوهُ} وهذا يتحقق بنصر القضية التي من أجلها صبر وضحّى وجاهد رسول الله، واليوم تتمثل نصرة النبي صلوات الله عليه وآله بحمل راية الحق والوقوف في وجه الطاغوت العالمي، والتصدي لكل محاولات الأعداء الرامية إلى طمس معالم رسالته، وتتمثل نصرته اليوم في الوقوف في وجه الإساءات المتكررة نحوه، والوقوف في وجه أمريكا وإسرائيل الذين حملوا راية الاستكبار والفساد في الأرض في هذا الزمن، وأصبحوا يمثلون الطاغوت الأكبر الذي يعمل بكل وسيلة على إخراج الناس من النور إلى الظلمات ، وكذا مواجهة أوليائهم من العملاء والمطبعين المتولين لليهود.
والعنوان الرابع: هو قوله تعالى: {وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ} والنور هو القرآن الكريم الذي يضيئ الحياة ويكشف كل الظلمات، ويقدم الحق خالصاً من كل شائبة، وهو الكفيل بأن يرتقي بالمسلمين إلى أعلى درجات الوعي والبصيرة، والعلاقة به يجب أن تكون علاقة اتباع بكل ما تعنيه الكلمة كما كان النبي صلوات الله عليه وآله متبعاً له، وعلّمه الله أن يقول: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ} فالمؤمنون اتبعوه كمنهج لمسيرة حياتهم، واتبعوه في مواقفهم، واتبعوه في توجهاتهم.
الإخوة المؤمنون:
إذا اتبعت الأمة هذه العناوين الأربعة التي قدمت لنا الارتباط الصحيح بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبالقرآن؛ فإنه ستتحقق النتيجة العظيمة والمهمة وهي قوله تعالى: {أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} يفلحون فيحظون برعاية الله ونصره، ويفلحون في حياتهم ومواقفهم، ويحبهم الله ويعزهم ويعينهم ويوفقهم ويهديهم ويمنحهم النجاح والرعاية الواسعة والحياة الطيبة في الدنيا، ويأمنون في الآخرة يوم الفزع الأكبر، ويفوزون بالجنة ورضوان الله والسعادة الأبدية والنجاة من النار، وبهذا يتبين لنا أنه لا بد من العودة الجادة العملية الواعية إلى الرسول صلوات الله عليه وآله، ومن الواجب علينا ومن النصرة للرسول محمد صلوات الله عليه وآله أن ننصره بمواجهة العدوان والتصدي له ورفد الجبهات بالمال والرجال؛ لأننا في مواجهة طاغوت لا يفهم إلا لغة القوة، ولذا لابد من مواصلة الاستنفار إلى الجبهات للجهاد في سبيل الله لتحرير الأرض واستعادة الحقوق.
عباد الله:
تمر بنا اليوم ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر، ذكرى ثورة الشعب اليمني ضد المحتل البريطاني البغيض، ومن المفارقات العجيبة أن تأتي هذه الذكرى لسنوات متكررة وقد عاد الجنوب تحت الاحتلال من جديد، ومن الأمور الغريبة أن يُحيي العملاء ذكرى هذه الثورة المجيدة وهم من أتوا بالمحتلين الجدد ويقاتلون نيابة عنهم حتى ترى الدنيا على أرضي وصيا، وهاهم تحت أقدام المحتل الإماراتي والسعودي الذي يقبع تحت أقدام المحتل الأمريكي والبريطاني، ويتبين من ذلك أي مستوى من الانحطاط والذلة وموت المشاعر الذي وصلوا إليه؛ فيحتفلون بتحرير الجنوب من المحتل البريطاني في حين يحزنون على موت ملكة الاحتلال، ويستقبلون الجنود البريطانيين والأمريكيين والإماراتيين والسعوديين ويخضعون لأصغر ضابط فيهم، وليس هناك من وصف لهؤلاء إلا ما قال الشاعر:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلامُ
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},
اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً، ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم، وانصرنا على من نهب نفطنا وغازنا وبترولنا ونقل بنكنا ونهب مرتباتنا يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}....
➖➖➖ ➖➖➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
----------------------------
🖥️
قناة مكتبة الصمود اليمني
دعوة للانضمام والاشتراك والمتابعة لقنواتنا عبر الروابط التالية :-
#مكتبة_الصمود_اليمني
« مكتبة الصمود اليمني
للنشر والتوزيع الالكتروني »
التليجرام:
https://t.me/alsmoudalymani2022
الواتس:
https://chat.whatsapp.com/2htDWZShvghJUipTWVmQpm
المدونة:
http://al-samoud-al-yemeni-library.blogspot.com/?m=1
اليوتيوب:
https://youtube.com/channel/UCYguj0rqeMlQwQqI-DzESmQ
#لاتنسى_الاشتراك_بالقناة_وتفعيل_الجرس