فلسطين لو لم تكون قضيتنا لما شُن العدوان علينا
✍ أبو يحيى الجرموزي
#مكتبة_الصمود_اليمني
للنشر والتوزيع
..
مع ترهل الانظمة العربية وفي مقدمتهم النظام اليمني البائد وتساقطها المتسارع في الولاء والتطبيع مع الصهاينة على حساب القضية الفلسطينية ومقدساتها.
كان للشعب اليمني رجاله ونساءه وأحراره الشرفاء مواقف مغايرة لهوى الانظمة السابقة فقد كانت تقيم الفعاليات المناهضة للصهاينة والمؤيدة لشعب ومقاومة فلسطين وكانت تحيي مناسبة يوم القدس العالمي رغماً عن أنف الخونة والمطبعين تضامناً مع الشعب الفلسطيني في كل عدوان وتصعيد اسرائيلي يستهدف الارض والانسان والمقدسات الاسلامية في فلسطين.
ومع تسارع الاحداث ومتغيراتها وسقوط النظام اليمن بعد ثورة سبتمبرية عارمة اطاحت به وأخرجت القوات الامريكية من صنعاء حافية الاقدام تجر أذيال الخزية والعار هروباً بعد أن لفضتهم الارض اليمنية ودحرهم الانسان الثائر.
فقد كانت توجهات القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي توجهات إيمانية قرأنية ضد أئمة الكفر والظلال والنفاق صادعاً بالحق في وجوه الظلمة والجبابرة متوعداً بمناصرة القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية والأهم للشعب وللثورة اليمنية والقيادة المجاهدة.
وبدون ترقب شعر الامريكان والسفارات الغربية والخليجية في صنعاء انه لم يعُد جدوى لبقائهم يوماً واحداً وقد اصبح القرار اليمني يمانياً ثورياَ لا يقبل المهادنة رافضاً للذل والهيمنة والوصاية والتبعية السعودية الامريكية ومن خلفهم الاسرائيلية فتداعت السفارات وأعلنت حالة التأهب القصوى هروباً نحو المجهول الذي ينتظرهم والى الرياض (سلة النفايات) غادرت السفارات والقنصليات يضمرون الشر والضغينة للثورة والثوار وللشعب والقيادة الذين جعلوا مم فلسطين حاضراً في واقع المسيرات والمناسبات الثورية وكانت الاعلام الفلسطينية وصور المقاومة والشهداء والمقدسات تملؤا شوارع صنعاء وغيرها من المحافظات اليمنية التي رفضت الخنوع وأبت الاذلال وأعلنت البراء من اعداء الله واعداء العروبة والدين.
حينها غادرت الحكومة والرئاسة اليمنية المشهد سياسياً لترتمي بين أحضان الساسة الامريكيين والخليجيين مذعنين خونة صغار واقزام ليس لهم مكانة إلّا الخسة والدناءة مطرودين مهانين.
كان الامريكان وحلفاؤهم يراقبون الاحداث عن كثب ويراقبون تصريحات وأهداف قيادة الثورة والثوار الواضحة للعيان ان اليمن كل الثورة مع ومن وفي القضية الفلسطينية نبض في قلبه ودماءٌ تجري في عروقه وأنفاس هواه وحياته.
وكان قد وصلت قوى الاستكبار وأحذيتهم في السعودية والامارات ولقطاء الخليج والانظمة العربية العملية والخائنة إلى قناعة تامة بأن ما بناه الموساد والمخابرات الامريكية والاسرائيلية في العقود الماضية بات تحت نعال شرفاء اليمن وباتت القضية الفلسطينية هي الحديث السائدة لدى الاوساط اليمنية.
فلجأوا حينها الى شن عدوان على اليمن ثورة وشعب وهُوية يمانية وايمانية تحالف فيه عالم النفاق والاستكبار واذناب الخيانة والتطبيع بهدف وأد الثورة واحياء ما أنهته الثورة من خيانة وتطبيع مع الصهاينة من تحت الطاولة واظهاره للعلن
وإعادة اليمن الى التبعية والوصاية السعودية الامريكية والولاء الاسرائيلية.
ولأهداف الثورة السبتمبرية 2014 وموقفها من القضية الفلسطينية ومقدساتها واراضيها واعتبار العدو الاسرائيل كيان لقيط محتل وجاثم عليها وغدة سرطانية في الجسد العربي يجب استئصاله كان ان وثبت احرار اليمن للحفاظ على هذه المبادئ والدفاع عن اليمن الأرض والانسان والعقيدة والقضية الام الذي مثلة حرب اليمن ملحمة وركيزة اساسية فبسقوط اليمن تسقط فلسطين كل فلسطين وكل المنطقة العربية تطبيعاً واحتلال صهيوني إسرائيلي مأزوم في حين يمثل ثبات وانتصار اليمن بجيشه وثورته وقيادته الثورية والسياسية والعسكرية حائط صد ومسمار يدق اوكار الارهاب العالمي وتهديداً لأمن ووجود الصهاينة واخراجهم من فلسطين والمنطقة العربية ككل.
ولو لم تكون فلسطين شعب ومقاومة أرض ومقدسات قضية اليمن الأولى لما شُن العدوان على اليمن ولما قُتل ابناء وخير رجالتها ولما حُوصرت من اسبط مقومات الحياة ولما أُطلقت رصاصة واحدة تجاه اليمن.
لكن التحالف بشقيه اليهودي والنفاقي يدركون حجم اليمن وثورته السيادية والخطر الذي يتهدد اسرائيل.
ولكن مهما كانت تبعات الحرب وأثاره ستضل فلسطين هي قضيتنا الأولى حتى قيام الساعة ولا بد من مواقف يمانية ترضي الله وتشفي قلوب وتحرر كامل فلسطين بمعية المقاومة الفلسطينية والمحور المقاوم وستبوء مؤامرات تحالف العدوان ومن خلفهم الصهاينة والامريكان بالفشل وبعون الله سيُمنون بالفشل الذريع والهزيمة المنكرة ولنا انتصار بعون الله ودمتم في رعايته..