ـــــــــ جهادٌ في سبيل الله ورباطٌ مُفْعَم بالصبر والإيمان ممتزجٌ بالجلد وعشق التضحية في مواقعها الحقة
ذهابٌ وإيابٌ لا تُكسر العزائم مهما كانت التحديات فمواقف الرجال لا تُغيّرها الأزمنة والأمكنة وهي من تصنع من الرجال رجالٌ لله قد وهبت غالي حياتها وقدسية مماتها
في سبيل الله ونصرة المستضعفين في ميادين النزال وثبت ولله وَاسْتِجَابَة له ولرسوله بصدق الولاء وعظيم التضحية لا ترجوا من البشر أيُّ عطاء وهي من تؤمّل بعطاء من لا يبلى عطاؤه أو يقل سخاؤه
رجالٌ صدقوا مع الله في السر والعلن فأصدقهم الله بِعَطَاء لا ينظب ومنحة أختصها لخُلّص عباده المؤمنين
رجال ترجمت ولاؤها لله وللمؤمنين في واقع عملها مخترقة الجبال قاهرةٌ للصحراء بأقدامها الحافية تدوس على رمال قد اختلطت بالرصاص ومختلف الأعيرة النارية للعدو.
نماذج الصدق والوفاء متعددة وكثيرةٌ يَسْطُرهَا رجال الرجال في الجيش اليمني واللجان الشعبية الرديف القوي للمنظومة العسكرية المتطورة والمتسلحة بالعزة والإيمان الصادق والراسخ.
ومن هذه النماذج نجد الأنموذج الفذ والمحتسب الأجر من الله من يُوفِي الصابرون أجرهم بغير حساب
أبو فاضل طومر الرجل الذي وفي وضحى بنفسه لينقذ رفقاء جهاده ومسيرته من الحصار وهو الذي جاء من شمال اليمن من محافظة صعدة الإباء والشموخ والبأس يسعى من بيته مجاهداً ببصيرة حقٌّ وموقف عدلٌ في مواجهة المعتدين
وفي صحراء الجوف مترامية الاطراف وسلسلة تبابها المترابطة وجبالها المتفرقة وشعابها المشمسة
كان بطلنا هاني طومر على موعد مع ثلاثٍ من آيات الله الكبرى تتجلى لعالمي الجن والإنس حتى ملائكة السماء وكل مخلوقات الله رأت ما يسطّره الرجال في ساحات وميادين الوفاء أمام أعداء الله
ثلاث ملاحم بطولية وأُسطورية كان بطلها الشهيد فتى صعدة أبو فاضل طومر سيفاً من سيوف الله المسلولة وسيلاً عارماً يجرف الطغاة ورصاصاتهم التي كانت تسابقه ذهاباً وإياباً وهو من عرف الله حق المعرفة فوثق به وتوكل عليه وداس على جماجم المرتزقة والأراذل
طوافٌ في المحراب الأقدس والموقف الأسمى ثلاثة أشواط في أولها راكباً يسوق عربة (2BMB) مسرعاً نحو رفقاء جهاده من يحاصرهم العدو من عدة زاوياء ففي المرة الأولى نجح في الاختبار وفي الثانية ب آلية غير مدرعة تسعى نجح فيها كذلك بإخلاء الجرحى وإمداد المحاصرين بالمؤن والتغذية وفي الثالثة فاز فوزاً شخصياً بعد إن سطر ملحمة لم نرى ولم نسمع أن حصلت كهذه الملحمة الإيمانية التي سَطْرهَا ليث المسيرة القرآنية أبو فاضل طومر الذي فاز فوزاً عظيماً وفاز بالشهادة في سبيل الله وبرضوان الله مقبلاً لا مدبراً راجلاً لا راكباً.
أي عظمة كتلك
وأي معجزة كهذه
وأي شجاعة وعبقرية كشجاعة وإيمان الشهيد الذي وفىّ وبصبره منحه الله الوسام الأعلى
آثر على نفسه وغامر بذاته ولم يعير زخات أعيرة العدو ولم يكترث لأصوات الانفجار وهو الذي استجاب لله ولداعي الحق في الوقت الذي تخاذل الكثير عن نصرة الحق ومجابهة الظالمين ومنهم من هرول إلى أحضان الباطل كمرتزقة يقاتلون بلا أجرٍ في سبيل الباطل.
للعالم أن يشاهد الحق وهو يخترق الحديد يخترق البارود والنار يقطع المسافات الشاسعة في الأرض المفتوحة والصحراء الكالحة
وللعالم أن يرى الحق ينتصر ويرى آيات الله تتجلى واضحة للعيان إِلَّا من عَمِّي فأعمى الله بصيرته وأهلكه على ضلال
نعم هو الحق والمسيرة القرآنية والصراط المستقيم الذي نسأل الله أن يثبتنا عليه في الدنيا والآخرة ويوم يقوم الأشهاد.
على العموم ما رأيناه من مشاهد عظيمة تثلج صدر المؤمنين هي ليست كل ما يسطره رجال الجهاد في المسيرة جيشاً ولجاناً شعبية فهناك ما لم ترصده الكاميرات فكل حركات وسكون المجاهدين ثباتهم وانتصاراتهم من أيآت الله جل في علاه.