الخميس، 15 أبريل 2021

نص المحاضرة الرمضانية الثانية 1442هـ للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي

نص المحاضرة الرمضانية الثانية للسيد عبدالملك الحوثي 1442 هجرية

أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.

اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.

أيُّها الإخوة الأعزاء

السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

وتقبَّل الله منا ومنكم الصيام، والقيام، وصالح الأعمال.

اللهم اهدنا، وتقبل منا، إنك أنت السميع العليم، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم.
نواصل الحديث على ضوء الآية المباركة فيما يتعلق بالتقوى وعلاقتها بالصيام، ونأتي إلى موضوعٍ مهم، له علاقة أساسية بالصيام، وعلاقة أساسية بالتقوى، الله “سبحانه وتعالى” قال في كتابه الكريم عن شهره المبارك (شهر رمضان): {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة: من الآية185]، شهر رمضان المبارك فيه أنزل الله كتابه العظيم: القرآن الكريم، في ليلة القدر منه ابتدأ نزول القرآن الكريم.
القرآن الكريم هو نعمة الله العظيمة على عباده، هو هديه، هو نوره لعباده، ونزوله في شهر رمضان المبارك، ثم أن يفرض الله “سبحانه وتعالى” صيام هذا الشهر، وأن يجعل هذا الشهر محطةً تربويةً عظيمةً، ومحطةً للتزود بالتقوى، ومحطةً للتزود بالهداية، يدل على عظم هذه النعمة، أنها نعمةٌ عظيمة، ولذلك كان شهر نزولها شهراً مباركاً، عظيم البركات، وواسع الخيرات، ومناسبةً مقدَّسة، وكذلك يدل على عظمة القرآن كذلك، أن يكون الوقت الذي ينزل فيه له خصوصية عن بقية الأوقات، سواءً على مستوى الليلة التي ابتدأ نزوله فيها، وهي ليلة القدر، أو على مستوى الشهر الذي هذه الليلة هي ليلةٌ منه، وهو شهر رمضان المبارك.
تبين لنا في حديث الأمس العلاقة ما بين الصيام في شهر رمضان والتقوى عند من يستشعر هذه العلاقة، يستوعبها ويدركها جيداً، ويسعى إلى تحقيقها، ويستشعر التجلد والصبر، ويكتسب قوة العزم والإرادة، فيصبح عنده الدافع القوي، والإرادة القوية، والعزم القوي، للعمل بما فيه وقاية له من العذاب، من الشقاء، من الخزي، من الهوان، من الخسران الكبير، والخسران المبين.

ما الذي نحتاجه لكي تتحقق لنا التقوى؟

وهنا نأتي إلى جانبٍ أساسيٍّ لتحقيق التقوى، إذا كنا سنكتسب من الصيام، ومن خلال استشعارنا لذلك، لهذه النقطة: لما هو عطاءٌ مهمٌ من عطائه، نكتسب منه قوة الإرادة، وقوة العزم، نروِّض أنفسنا على الصبر وعلى التحمل، نضبط غرائزنا، نسيطر على رغباتنا وأهوائنا وشهواتنا، فنحن حتى تتحقق لنا التقوى بحاجة إلى الهداية الإلهية، إلى ما الذي نعمله، ما الذي نلتزم به، ما الذي نتركه، ما الذي نحتاج إليه من الوعي، والبصيرة، والمفاهيم المهمة، والأسس، التي نبني عليها مسيرة حياتنا، فيما نعمل، وفيما نترك، في مواقفنا، في التزاماتنا العملية، هذه مسألة أساسية؛ لأنه لا يكفينا أن نكتسب قوة العزم والإرادة والصبر والتجلد والتحمل، ثم نتحرك مثلاً بطريقةٍ خاطئة، أو نوظِّف قوة عزمنا، ونسخِّر طاقتنا وقدرتنا وصبرنا وتحملنا في فعل ما هو خطأ، في تصرفٍ خاطئ، هنا لن تتحقق لنا الوقاية، لا بدَّ من أن نهتدي بالطريقة الصحيحة، للعمل الصحيح، للموقف الصحيح، الذي تتحقق لنا به تلك الغايات الكبرى، التي وعد الله بها عباده المتقين.
هناك وعود وعد الله بها عباده المتقين، فيها:

أنهم سيقون أنفسهم بما سلكوه من أسباب التقوى، فيما عملوه مما يحقق التقوى، بما التزموا به فيما فعلوا وفيما تركوا مما يحقق التقوى، يقون أنفسهم بذلك من عذاب الله، من جهنم، من المصير الأبدي المخزي المهين، الذي هو أكبر خسران.

أنهم سيقون أنفسهم في هذه الدنيا من الذلة والهوان.

أنهم سيحظون في هذه الحياة برعايةٍ من الله “سبحانه وتعالى”، ومن عزته، ومن تأييده، ومن نصره، ومن توفيقه، ومن ألطافه.

وأنه سيحيطهم برحمته الواسعة.

أنه ستتحقق لهم الكثير من المكاسب المهمة في أنفسهم، فيما يَسمُون به، فيما تتحقق لهم من كمالاتٍ إنسانية، وأيضاً على مستوى واقع حياتهم، في شؤون حياتهم.

فلتحقيق التقوى لا بدَّ من الهداية الإلهية، من البرنامج العملي الذي نتحرك فيه بشكلٍ صحيح، من الهداية إلى الأعمال التي تتحقق بها تلك النتائج العظيمة التي نرجوها لأنفسنا، فنزول القرآن الكريم، ووظيفته الأساسية، ودوره الأساسي الذي أراده الله لعباده في علاقتهم منه، هو الهداية، فقال “جلَّ شأنه”: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}.
فعندما نتأمل في هذه الآية المباركة، وندرك علاقة الصيام والقرآن في تحقيق التقوى، ندرك أننا نسعى لأن نمتلك العزم، وقوة الإرادة، والصبر، والتجلد، والسيطرة على شهواتنا ورغباتنا وأهوائنا، من أجل أن نتَّبع هذا القرآن، من أجل أن نهتدي به، من أجل أن ننفِّذ ما فيه من أوامر الله “سبحانه وتعالى”، من أجل أن ننتهي عمَّا نهانا الله فيه، ونستفيد من الصيام فيما يتعلق بتزكية النفس، وصفاء النفس، الصفاء النفسي والوجداني، ونقاء المشاعر، الذي يساعدنا على الاستقبال لهذا الهدى، والاستيعاب له، والفهم له بشكلٍ أفضل.
الصيام من حيث هو قربة إلى الله “سبحانه وتعالى”، لمن يستشعر هذه القربة، ويتقدم في أعماله بكلها إلى الله “سبحانه وتعالى”، وينوي بذلك القربة إلى الله “جلَّ شأنه”، ومن حيث بركة هذا الصيام كقربة، عندما تمارسه كقربة، بركته وأثره النفسي والوجداني في تصفية المشاعر والنفسية، في تخليص الإنسان من كثيرٍ من الكدر، حتى عملية الامتناع عن الشهوات والرغبات في الصيام، والسيطرة على النفس في ذلك، والشعور بأنَّ هذا من أجل الله “سبحانه وتعالى”، وابتغاء مرضاته، له أثر في الجانب الروحي للإنسان، يستشعر القرب من الله “سبحانه وتعالى” أكثر، هذا له أثر في تهيئة الإنسان لحسن استقبال القرآن الكريم، هدايته المباركة، مفاهيمه العظيمة، نوره المبارك.

القرآن الكريم النعمة العظمى.. كيف تكون علاقتنا به؟

عندما نعود إلى الآية المباركة لندرك أهمية هذه النعمة العظيمة، التي هي نعمة القرآن الكريم ككتاب هداية، وكيف يجب أن تكون علاقتنا من واقع حياتنا به.
الله “جلَّ شأنه” قال: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، مما ينبغي أن نستذكره، وأن نستحضره دائماً: هو أنَّ هذا القرآن هو كتاب الله، ومن الله “سبحانه وتعالى”، هو كلماته هو، آياته “جلَّ شأنه”، من نوره، لم يوكل عملية تأليف هذا الكتاب وإنشاء هذا الكتاب إلى أحدٍ من خلقه، لا من ملائكته المقربين، ولا من أنبيائه المرسلين، فليس نتاجاً لمخلوقٍ من مخلوقات الله في أي مستوى من المستويات، لا، هو من الله “جلَّ شأنه”، وهذا يدلنا على أهمية هذا الكتاب العظيم، على عظمته؛ لأنه من الله “سبحانه وتعالى”، أنزله إلينا هدايةً لنا، وهو من علمه، برحمته، ومن منطلق رحمته بنا، هو “جلَّ شأنه” قال عنه: {تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}[فصلت: الآية2]، فكلما في هذا الكتاب من هداية، من توجيهات، من أوامر، هو من منطلق رحمة الله بنا، ليس فيه شيءٌ من هدايته، أو ما فيه من الأوامر والتوجيهات، خارجٌ عن إطار رحمة الله “سبحانه وتعالى”، ونحن في أمسِّ الحاجة إلى رحمة الله “سبحانه وتعالى”، ولكن نحصل على هذه الرحمة، نصل إلى هذه الرحمة، تتحقق لنا هذه الرحمة، نتلمس آثار هذه الرحمة في  واقع حياتنا، من خلال اهتدائنا بهذا الكتاب، من خلال اتِّباعنا لهذا الكتاب، من خلال تمسكنا بهذا الكتاب، وهذه هي المشكلة التي نعاني منها حتى في واقعنا كأمةٍ مسلمة: النقص الكبير في اتِّباع القرآن الكريم، والنقص الكبير في الاهتداء به، ترك في واقع حياتنا ثغراتٍ كبيرة، وآثاراً كبيرة، ونقصاً كبيراً، وابتعاداً كبيراً عن أسباب رحمة الله “سبحانه وتعالى”، فكان لذلك آثار سيئة في واقع حياتنا، ونحن كأمةٍ إسلامية من نجني على أنفسنا عندما نترك شيئاً من القرآن، عندما لا نهتدي بالقرآن في أشياء مهمة جدًّا في شؤون حياتنا، وفي مجالات ذات أهمية كبيرة في حياتنا، نخسر من رحمة الله “سبحانه وتعالى”، الرحمة التي تتجسد بتلك التوجيهات الرحيمة، والرحمة التي تأتي إضافةً إلى ذلك من خلال الرعاية الإلهية الواسعة، التي تأتي نتيجةً لاتِّباع كتاب الله، والاستجابة له “سبحانه وتعالى”.
فعندما ندرك أنَّ هذا الكتاب كلما فيه هو رحمة؛ تتغير نظرتنا إلى تشريعات الله “سبحانه وتعالى”، إلى توجيهاته، وبالذات في الأمور التي ننظر إليها نظرةً سلبية، نعتبرها تشكِّل خطورةً علينا، أو نعتبرها ذات مشقة كبيرة في واقع حياتنا، فنتهرب عن الالتزام بها، أو القيام بها، أو النهوض بها؛ نتيجةً لهذه النظرة الخاطئة، هذا مما يجب أن نصحح من خلاله نظرتنا إلى القرآن الكريم، وبشكلٍ كامل، فكلما فيه من أوامر وتوجيهات، وكلما فيه من هداية، هو خيرٌ لنا، ومن منطلق رحمة الله بنا، وهو أرحم الراحمين، هو أرحم الراحمين، والثمرة التي تتحقق لنا من خلال التمسك بكتاب الله، والاهتداء به، والاستبصار به، ثمرة مهمة لنا نحن: رحمةٌ في الدنيا، ورحمةٌ في الآخرة، رحمةٌ في الدنيا: التمسك بهدى الله “سبحانه وتعالى” والاهتداء به يتحقق لنا به كأمة، الخير، والعزة، والكرامة، والحرية بمفهومها الصحيح، العزة بمفهومها الصحيح، الاستقلال، الخير، البركات، الرعاية الإلهية الواسعة في شؤون حياتنا، القوة، المنعة، الغلبة في مواجهة أعدائنا، كم وعد الله “سبحانه وتعالى”، الرحمة دائرتها واسعة، تمتد إلى كل مجالٍ من مجالات حياتنا، وإلى كل شأنٍ من شؤون حياتنا.

القرآن كتاب حكيم ولا قيمة لما خالف القرآن

القرآن الكريم أيضاً هو كتاب الله الحكيم، وكلما فيه يتصل بأسمائه الحسنى كافة، كل أسماء الله الحسنى، نرى ما يشهد لها، وما هو نتاجٌ لها ومرتبطٌ بها في القرآن الكريم، والله هو أحكم الحاكمين، “سبحانه وتعالى” هو مصدر الحكمة، {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ}[البقرة: من الآية269]، فكلما في القرآن الكريم من هداية، من توجيهات، من أوامر، كلما يقدمه لنا من التزامات عملية، هو من حكمته “سبحانه وتعالى”، ولذلك لا يمكن أن ننظر إلى أي رؤية، أو فكرة، أو مقترحات، أو تنظيرات، أو تصورات، أو مفاهيم، مقدَّمة من عند أي أحد، تخالف القرآن الكريم في أي مجال من مجالات الحياة، على أنها حكمة، أبداً، كلما يأتي وهو مخالفٌ للقرآن الكريم ليس بحكمة، الحكمة نجدها في القرآن الكريم، وأيضاً هذه من المشاكل الكبيرة في الساحة الإسلامية: أنهم يتجهون ابتداءً في مجالات كثيرة من شؤون حياتهم إلى إنتاج بدائل عن القرآن الكريم، وعمَّا يقدِّمه القرآن الكريم.
فعندما نأتي إلى الشؤون السياسية، والتي تتصل بمجالات حياة الناس، بتنظيم شؤون حياتهم، يبحثون عن بدائل، إما من خارج الساحة الإسلامية بكلها، بدائل من عند الكافرين بالقرآن، ممن لا يؤمنون بالقرآن، ممن لا يؤمنون بالله ورسله وأنبيائه، فيأتي البعض ليبحث ماذا قدَّموا من آراء، من أفكار، من تصورات، من مفاهيم، تتعلق بالجوانب السياسية لحياة الناس، ثم يرى ذلك أنه هو الأجدر بالإتِّباع، والأنسب للحياة، والأكثر واقعيةً لحياة الناس، وأنه الأفضل، الذي يجب الالتزام به، فتأتي شخصيات تتبنى ذلك، أحزاب تتبنى ذلك، تيارات، اتجاهات تتبنى ذلك، وبإعجاب وانبهار أحياناً، انبهار بما هو من عند الآخرين، مما أنتجه الآخرون من أفكارهم القاصرة، وما قدَّموه من تصورات خاطئة، نتيجةً للإعجاب به، ونتيجةً للانبهار به، يقدَّم في الساحة الإسلامية وتتحرك لفرضه أحياناً، أو للترويج له في أحيان أخرى، حركات، أحزاب، توجهات، ويأتي من يتعصب له بشدة، ويأتي من يسعى إلى إقناع الآخرين به بكل إعجابٍ واغترار، وهذه مشكلة جلبت لنا الكثير من المشاكل في ساحتنا الإسلامية، وساهمت في الإعراض عن القرآن الكريم.
على المستوى الاقتصادي مثلاً، تأتي كذلك الكثير من الرؤى والمفاهيم من خارج الساحة الإسلامية، والتنظيرات والأفكار من خارج الساحة الإسلامية، وفيها ما يتعلق بكثيرٍ من الأمور في المسألة الاقتصادية: السياسات الاقتصادية، النظم الاقتصادية، الخطط الاقتصادية، ثم تأتي المصائب والكوارث الكبيرة علينا في الساحة الإسلامية نتيجةً لذلك، تصبح تلك التنظيرات الاقتصادية، والسياسات الاقتصادية، والنظم الاقتصادية، هي السائدة في حياتنا في الساحة الإسلامية، والتي تبنى عليها حياتنا في واقعنا الاقتصادي، في المجال الاقتصادي.
أكثر من ذلك: تمتد هذه المسألة إلى الجوانب الاجتماعية، إلى جوانب كثيرة في شؤون حياتنا، حتى تصبح مسألة التبعية لأعدائنا، والتبعية للكافرين بديننا، والكافرين بكتاب الله، والكافرين بالله ورسله وأنبيائه، تصبح مسألة التبعية لهم، التأثر بهم، التقليد لهم، ممتدة في كل شؤون حياة الناس، يصبح ما يأتينا من جانبهم حتى على مستوى الأزياء، على مستوى الملابس، على مستوى الشكليات، حتى في الأشياء الشكليات، من الأساسيات إلى الشكليات، تصبح مسألة التبعية لهم، والتأثر بهم، والإعجاب بما هم عليه، وما يأتي من عندهم، تصبح هي السائدة لدى الكثير من الناس، وتصبح هي الموضة، وتصبح- بنظر الكثير من الناس- هي ما يعبِّر عن الحضارة والرقي، وما ينبهر به الكثير من الناس، هذه مشكلة كبيرة علينا في ساحتنا الإسلامية.
ولذلك يجب أن نعي وأن ندرك ماذا تعنيه هذه المفاهيم المهمة: مفهوم أنَّ القرآن الكريم هو كتاب الله الحكيم، وكلما فيه هو الحكمة، ما يرشدنا إليه هو الحكمة، يعني: لا أصوب منه، ليس هناك رؤية أرقى ولا أسمى ولا أكثر حكمةً مما يقدِّمه الله لنا في القرآن الكريم، وأنَّ هذه الحكمة لا تختص بمجال في حياتنا دون سائر المجالات، الحكمة في المجال السياسي، الحكمة في المجال الاقتصادي، الحكمة في نظم أمورنا الاجتماعية، الحكمة في كل مسيرة حياتنا، في كل مجالاتها وشؤونها، ولذلك يجب ألَّا ننبهر بأي شيءٍ يخالف القرآن، ألَّا ننظر إليه نظرة الاغترار به، ولذلك الله “سبحانه وتعالى” قال عن القرآن الكريم: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}[الزمر: الآية1]، ووصفه بأنه القرآن الحكيم، وصفه بالحكمة أتى كثيراً في القرآن الكريم.
القرآن الكريم هو تنزيل الله “سبحانه وتعالى”، تنزيل ربنا الملك، رب العالمين، ملك السماوات والأرض، قال “جلَّ شأنه”: {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، تنزيل من الله العزيز العليم، {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}[غافر: الآية2]، {تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}[فصلت: الآية2]، قال “جلَّ شأنه”: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: الآية9]، أي كتابٍ، وأي اطروحات، أو رؤى، أو أفكار، تقدم إلى الناس، يمكن أن تكون في مستوى كتاب الله؟ الذي أنزله “سبحانه وتعالى” عالم الغيب والشهادة، الذي يعلم السر في السماوات والأرض، الذي هو العليم بمصالح عباده، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ}[الملك: الآية14]، العليم بنفوسهم، بأمورهم، باحتياجاتهم، بما هو الأصلح لهم، بما هو الخير لهم، بما فيه صلاح حياتهم في كل مجالاتها، هو “جلَّ شأنه” العليم.
وهو الملك، نحن ملزمون باتباع كتابه، هو دستوره لعباده، هو دستوره لعباده، وأنزله ليتبع، أنزله حجةً على عباده ليتبع، أنزله، وإنزاله له إلى عباده جزءٌ من تدبيره الواسع لشؤون مملكته الكونية الكبرى، ولذلك قال “جلَّ شأنه”: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ}[الإسراء: من الآية105].
إذا كنا قد ننظر إلى ما يأتينا من البعض إلى أنه من شخصيات مشهورة بمنزلتها العلمية، أو مكانتها العلمية، أو مشهورة بأنها تمتلك الرؤى والتصورات الحكيمة، أو مشهورة أنها ذات تخصص ومعرفة واسعة في مجال من المجالات، فهذا لا يقارن أبداً بالنسبة إلى علم الله، وحكمته، ورحمته، هذا شيء لا يقارن أبداً، ليس هناك أي مقارنة، فلا يساوي شيئاً ما يقدم من الناس، مهما كانت مكانتهم العلمية، مهما كانت تخصصاتهم، عندما يأتي منظر في المجال الساسي، أو يطلق عليه خبير في المجال السياسي، أو خبير في المجال الاقتصادي، فما يقدمه وكان مخالفاً للقرآن فلا يساوي شيئاً، ليس له أي قيمة نهائياً، لا شك في أنه خطأ، لا شك في أنه لا يصلح لحياة الناس أصلاً.
الله قال عن القرآن الكريم: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ}، أنزله بالحق، مقتضى ملكه لعباده، قيامه بأمر عباده، بأمر مملكته، بشؤون خلقه، يقتضي أن يقدم لهم منهجاً ونظاماً لحياتهم، لمسيرة حياتهم، لشؤون حياتهم، تعليمات واضحة، منهج واضح.

لكي تستقيم مسيرة الحياة لا بد من اتباع القرآن

{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الأنعام: الآية155]، كتابٌ أنزله الله لكي نتبعه، نتبعه وتكون كلما لدينا من الثقافات، من المفاهيم، من الأفكار، على أساسه، ومن هديه، ثم تكون منطلقاتنا العملية على أساسه.
{فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا}، اتقوا في اتباعه، لا تفرطوا في اتباعه، لا تقصروا في اتباعه، لا تنحرفوا عن اتباعه.
{لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}: هكذا يعلمنا الله أن نبني أساس حياتنا، مسيرة حياتنا، في أعمالنا، في شؤوننا، في نظامنا، في التزاماتنا العملية، في أفكارنا، في منطلقاتنا العملية، على أساس الاتباع لكتابه المبارك.
يقول “جلَّ شأنه”: {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[فصلت: من الآية42]، فكلما في القرآن حكمة، وكلما فيه كذلك ينسجم مع مكارم الأخلاق، ليس فيه ما إن اتبعته يمكن أن تكون غبياً، أو يمكن أن يشوهك، أو أن يمس بك في كرامتك الإنسانية، في أخلاقك، في قيمك، لا، كلما فيه عظيم، يسمو بك، تشرف به.
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[الإسراء: من الآية9]، وهدايته هداية واسعة في كل مجالٍ من مجالات الحياة، وهداية راقية وعظيمة، {لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}، فهو يهدينا في المجال السياسي إلى أقوم ما تستقيم به الحياة في مجالها السياسي، يهدينا في المجال الاقتصادي إلى أقوم وأرقى وأسمى وأعظم ما تستقيم به حياتنا في المجال الاقتصادي، في الشأن الاجتماعي، في كل التفاصيل ذات الصلة بالشأن الاجتماعي: في شؤون الأسرة، في شؤون المجتمع، في علاقات المجتمع، في قضايا المجتمع، المشاكل الاجتماعية، يهدينا إلى ما هو أقوم ما تستقيم به حياتنا في مجالها الاجتماعي، وهكذا في بقية المجالات.
فليس هناك ما يمكن أن يكون بديلاً عنه، فيهدي إلى ما هو أفضل، وليس فقط إلى مستوى أنه ينافس ما لدى الآخرين، ولكنه دائماً يقدم الأرقى، الأقوم، الأفضل، الأحسن.
{وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا}[الشورى: من الآية52]، لا يمكن أن تنال هداية الله إذا لم تكن مرتبطاً بكتابه، مهتدياً بكتابه، هو يهديك، هو يتدخل في هداية عباده، لكن هذه الهداية تأتي مع التمسك بكتابه.
{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ}[المائدة: من الآية16]، السلام من الضلال، السلام من الشقاء، السلام من الخزي، السلام من النار، السلام من عذاب الله في الدنيا والآخرة، السلام من الهوان، السلام من كلما نحن مفطورون على أن نبتغي لأنفسنا السلام منه.
ولهذا نجد أنه لا مبرر لنا في المقدمة كمسلمين في أن نبحث- وبشكل عجيب يعني في الساحة الإسلامية- عن بدائل من خارج القرآن في كل مجالات الحياة، معظم من يهتمون بالشأن السياسي ينطلقون من منطلقات بعيدة عن القرآن، ومفاهيم بعيدة عن القرآن، معظم من لديهم اهتمام بالشؤون الاقتصادية يتجهون بعيداً عن القرآن، الشؤون الاجتماعية، حالة من الابتعاد والإعراض حالة خطيرة جدًّا في الساحة الإسلامية.
يقول الله “سبحانه وتعالى”: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}[إبراهيم: من الآية1]، النبي “صلوات الله عليه وعلى آله” أنزل الله إليه القرآن ليتحرك به عملياً، لإخراج الناس، وفق هذا القرآن، مفاهيمه، نوره، هديه، {مِنَ الظُّلُمَاتِ}؛ لأن الناس في ظلمات: ظلمات الجهل، ظلمات العمى، ظلمات الأفكار الظلامية، المفاهيم الظلامية، التصورات الظلامية، العقائد الظلامية، التي تحجب الناس عن معرفة الحق كما هو، بنقائه وصفائه، الحق كاملاً، ظلمات تحجب الناس عن إدراك الحقائق، عن إدراك ما هو خيرٌ لهم بالفعل، هذه الظلمات يكشفها القرآن الكريم، {إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}.

الإعراض عن القرآن ونتائجه الخطيرة

فالقرآن الكريم، وهو كتاب الله، بعلمه، وحكمته، ورحمته، وهدايته الواسعة الشاملة في كل مجالات الحياة، لا يوجد مبرر للإنسان بأن يعرض عنه، بأن يبتعد عنه في مسيرة حياته، لا كفرد، ولا كمجتمع، ولا كأمه، والإعراض عنه، والانطلاقة على أساس بدائل أخرى، لها نتائج خطيرة جدًّا على الإنسان، وزر كبير، وذنب عظيم.
قال الله “جلَّ شأنه”: {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا}[طه: من الآية99]، يخاطب نبيه محمداً “صلى الله وسلم عليه وعلى آله”، {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا} القرآن الكريم، {مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا}[طه: 100-101]، من أعرض عنه فهو سيتحمل التبعات الكبيرة لإعراضه، ما هو الإعراض عن القرآن الكريم؟ هو الإعراض عن الاهتداء به والاتباع له، هذا هو الإعراض، لا يكفي أن نتلوه، لا يكفي أن نقتنيه في المنازل، لا يكفينا الإقرار فقط بأنه من عند الله، ثم لا نتبع ولا نهتدي، يجب أن نعود إلى الاهتداء به، أن يكون عندنا اهتمام، حرص، سعي، للاهتداء به، وسعي للالتزام به، سعي للعمل به، للاتباع له، وإلا فالحالة هي حالة إعراض، وهي حالة خطيرة جدًّا.
{مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ}: أياً كان هذا المعرض، بأي صفة، بأي دور، بأي اسم، {فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا}، نعوذ بالله! ذنباً عظيماً وفظيعاً يخلِّده في جهنم! {خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا}، سيكون حملاً سيئاً، حملاً يكفي بأن يصل بالإنسان إلى قعر جهنم، حملاً ثقيلاً، يبعد الإنسان عن رحمة الله “سبحانه وتعالى”، فلا ينال ذرةً من رحمة الله “جلَّ شأنه”، هذا أمر خطير جدًّا جدًّا، كافٍ لنا جميعاً في أن نتجه بكل جدية إلى الاهتداء بالقرآن الكريم.
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}[طه: 124-126]، فالإعراض له أثر في الدنيا هو الشقاء، الشقاء، وليس فقط الشقاء مثلاً بقلة الإمكانات الاقتصادية، يمكن أن يشقى حتى من لديهم الثروة الهائلة، الإمكانات المادية الهائلة، فلا يرتاحون بها، ولا ينعمون بها، يمكن أن يكونوا في حالة شقاء هم أيضاً، الشقاء حالة واسعة، وأشكالها متنوعة، قد يأتي الشقاء إلى الفقراء المعرضين عن كتاب الله، ويأتي الشقاء إلى الأغنياء المعرضين عن كتاب الله، ويأتي الشقاء لمن لديهم قدرات، أو إمكانات وخبرات، في هذه الحياة، ولكنها اتجهت بهم بعيداً عن هدى الله، فيكونون في حالة شقاء.
أما في الآخرة فهو العمى والخسران المبين، وفوات رضوان الله والجنة، والدخول إلى النار- والعياذ بالله- الخسارة الرهيبة الأبدية الكبيرة، ولذلك نجد خطورة الإعراض عن القرآن الكريم، الإعراض عنه في مقام الاهتداء به، وفي مقام العمل، في مسألة المواقف، في مسألة الاتباع العملي، الآن الكثير من المسلمين لا يفكرون أن تكون ولاءاتهم، توجهاتهم، مسيرتهم في هذه الحياة، على أساس القرآن الكريم، وفي كل مجالات الحياة، الإنسان بحاجة إلى قرار حاسم، وتوجه صادق، يبني عليه هذه العلاقة مع القرآن الكريم؛ للاهتداء به، والاتباع له، والتمسك به.

نكتفي بهذا المقدار في هذا اليوم، ونكمل- إن شاء الله- في المحاضرة القادمة حديثنا عن القرآن الكريم، وعن العلاقة به إن شاء الله.

نسأل الله “سبحانه وتعالى” أن يوفقنا وإيَّاكم لما يرضيه عنا، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء.

والسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

الأربعاء، 7 أبريل 2021

وترجون من الله ما لا يرجون

✍ أبو يحيى الجرموزي ــــ 

( وَلَا تَهِنُوا۟ فِی ٱبۡتِغَاۤءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُوا۟ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ یَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا یَرۡجُونَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیمًا ) 
معركة حقٍ وباطل ( خيرٌ وشر ) نتاج ذلك عزٌّ في الدنيا والآخرة او ذلة وشقاء هنا وهناك وهو مصيرٌ محتوم جنة أو نار بخلود دائم في ظل ممدود بالخير والنعمة أو ظل من يحموم لا بارد ولا كريم.
ومن هذا المنطلق ومن مُجمل الآية الآنفة الذكر 
كان لزاماً وحقاً على البشرية ووفق إرادة الله وهي سنة من سُنن الله في الكون فيما بين مخلوقاته صراعٌ أزلي بين طرف وآخر بين حقٍ وباطل بين صغير وكبير ضعيف وقوي وكلٌ يسعى جاهداً بكل عزيمة وإصرار لئن يتغلّب على الآخر مهما كانت النتائج.
وجميل أن يجعل الإنسان من نفسه وحياته ومماته في موقف الحق والصراط المستقيم الذي فيه الفلاح والنجاة والسعادة في الدنيا والآخرة
ولهذا خرجنا نحن أبناء اليمن شرفاء بعزّة الجهاد نقاوم ونقارع المعتدين والمستكبرين ومن لّف معهم كخائن متعربد أو مرتزق منافق وعبدٌ رخيص لا قرّ لقراره ولا فصل لقوله وهو العبد الأجير الطامع في الذل والانحطاط بدوافع مقيتة شيطانية خبيثة لا تُغني ولا تسمن
عاصفة حزم انتظرنا نصفها أو ثُلُثها أو حتى رُبع عُشرها ضد الكيان الإسرائيلي المغتصب الأرض والمقدسات الإسلامية في فلسطين العروبة 
لَكِنَّنَا تفاجأنا بتلكم العاصفة وبلا هوادة ضد شعب الحكمة  والإيمان لعناوين ليست في قوانين الله والإنسانية في شيء ومنذُ الغارة الأُولى تبيّن لنا حقد العاصفة ومن يقودها ويمولّها وهي تُشنّ على النساء والأطفال والمدنيين في كل محافظات اليمن
لنشاهد أبشع صور المعتدين وفظيع جرائمهم بحق عامة أبناء اليمن
فكان لزاماً علينا ومن واجب المسؤولية الدينية والوطنية ومهما كانت دواعي الحرب أن نقاتلهم دفاعاً عن الأرض والعرض والمستضعفين لنعيش واقع الجهاد والاستشهاد في سبيل الله وإن تلعثمت الألسن وخارت الحروف وتدحرجت الكلمات 
بلا وهن واجهناهم وابتغاءً لرضوان الله كنّا حاضرين للتضحية التي فيها وبها سبيل العزة والكرامة
ولا مفر من الهزيمة والخذلان إن نحن صمتنا عن جرائمهم وصبرنا على همجية عدوانهم وبغيهم اللّا محدود.
شنوا عدوانهم في سبيل البيت الأبيض من يتخذونه قبلة من دون الكعبة 
نقاتلهم في سبيل الله وما دون الله هيّنٌ وضعيف وليس بجدير أن تسقط قطرة عرق من جبين الأحرار والشرفاء غيارى الدين والوطن والعقيدة والحمية العربية القومية المجاهدة.
ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون 
حربٌ وقودها الناس والحجارة
ضحاياها هم البشر سواءً المعتدين أو المعتدى عليهم
ظالمين ومظلومين 
وبالنسبة لنا كيمنيين هي حرب دينٌ ودولة
حرب كيان ووجود حرب شعب وحدود عقيدة وهوية نكون أو لا نكون 
ولقد اخترنا بعد ان خيّرنا المعتدين والمستكبرين بين الذلة والسلة ان نكون كما أرادنا الله أعزاء كُرماء وأقويا لنحظى بحب الله بنصر وتأييده ولنحظى بتوفيقه والسلام الذي وضّح معالمه وأسبابه سبحانه وتعالى 
لقد اخترنا الجهاد عن الخضوع والانحناء لطواغيت العصر وشُذّاذ الانحطاط
خرجنا جهاداً نقاتل ونُقتل نصرٌ بالله أو شهادة في سبيله ليحق الله بنا الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمين والمعتدين .
 وبما أن المصير هو القتل أو الموت فقد أخترنا ان الحياة الدائمة عند الله مع الأنبياء والصادقين شهداء او حياة بسعادة الدنيا وعزة الجهاد 
وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليماً حكيماً 
خرجنا لنقاتل من اعتدى علينا بغى واستكبر
وتعربد وللأمريكان سجد سبّح و حمد في سبيلهم بكرة وعشيا وللحج منع وأفتى بوجوب الولاء لليهود والنصارى.
وما كان خروجنا إلاّ لله في سبيله وإعلاءٌ لكلمته ونصرة لعباده المستضعفين لنبتغي بذلك الأجر والثواب من الله ونرجو من الله العزة والفلاح والنصر والتمكين للعروبة والدين والفوز برضوان الله ونعيمه الخالد والسعادة في الدنيا والآخرة
ولسنا كمن خرج معتدياً ظالماَ خائناً يرتجي الذل والانحطاط والخسة تحت أقدام وفي سبيل من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة ولُعنوا في كتاب الله على لسان أنبياءه والصالحين 
نقاتل من اعتدى علينا ويسعى جاهداً لإعادتنا للتبعية والوصاية لليهود والنصارى صهاينة وأمريكان
وهو ما لا نرضاه ولا يرضاه الشرفاء والأحرار في كل مكان من كوكب الأرض
ومهما كانت التحديات وعواقب الحرب والحصار حتى لو فُنينا من هذه الحياة إلاّ أننا نحتسبها ربحٌ في سبيل الله ودفعٌ للضر والشر وحتى لا نكون في موقف يغضب الله تعالى
وبإذنه لن نخسر شيئاً ما دُمنا لله وفي سبيله وعلى هداه وطريقه المستقيم الذي ما ظل من اعتمد عليه وركن بركنه القوي والعظيم وإن الله على نصرنا لقدير ..

قناة صدق الكلمة

✍ أبو يحيى الجرموزي ــــــ
قناة المسيرة قناة صدق الكلمة والموقف والرؤى قناة كل الأحرار من شعبنا اليمني وأُمتنا العربية والإسلامية ومحور المقاومة المناهض للإستكبار والعربدة والثقافة المعوجّة والتمييع الأخلاقي
لتبقى المسيرة هي القناة الرائدة والمحافظة والسبّاقة بقوة لمواجهة التطرف والإنحلال الثقافي والأخلاقي التي تنغمس فيه الكثير من القنوات المحسوبة على العروبة والدين على حساب ثقافة وقيم الدين الاسلامي الحنيف.
تسعة أعوام هي العمر الذهبي والمديد بعون الله لقناة المسيرة التي تحتفل اليوم بالذكرى التاسعة لتأسيسها وإنطلاقتها بصدق الكلمة وواحدية الموقف الموّحد لشعوب محور المقاومة لتشكل بذلك باكورة أمل وشمس تشرق بالعزة والحرية يومياً وإن رغمت أُنوف وتكالب منحطي الثقافة والقيم لتشويه المسيرة كأُمة والتشويش على المسيرة كقناة فضح الله بها كل ادعياء الإنسانية والحقوق وحرّية الرأي التي تكفله قوانين السماء والأرض.
ولو تحدثنا عن الحرب العدوان والحصار على اليمن فقد كانت المسيرة حاضرة برجالها بكوادرها وبطاقمها الفني والإعلامي المجاهد لتوثيق كل صغيرة وكبيرة بلا كلل وبلا ملل وبتوفيق من الله لقد كانت في الموعد والمكان ومع كل عملية عدائية سعودية أمريكية أو دفاعية يمنية مجاهدة لها الحق في الدفاع وكبح جماح العدوان ورفع الحصار
لقد حضرت المسيرة كقناة ناشئة وقفت بحزم وجهاد كشفت الزيف والتضليل والإفساد وعالجت المفاهيم المغلوطة وتغلّبت على المنظومة الإعلامية العالمية وكان لها الفضل بعد الله في الثبات والصمود والإنتصار اليمني أمام صلف العدوان السعودي الأمريكي لستة أعوام مضت وسابع عامٌ أطل علينا بأمل التوفيق من الله بمواصلة العطاء والفدى والصمود حتى تحقيق الإنتصار ونيل الحرية والسيادة الوطنية والدينية.
تسعة أعوام منذو الإطلالة الأولى لقناة المسيرة قناة الثورة والشعب التي كانت في طليعة الثوار تصدراً للمشهد الثوري والتصعيد الذي توجّ ثورته بالإنتصار والتقدم نحو الأُفق الجميل وتكللت الثورة بالنجاح على مختلف الأصعدة 
ومع الشرارة الأُولى للعدوان على اليمن كانت المسيرة حاضرة من اللحظات الأولى كاشفةٌ للحقائق الدامغة بتبعية دول العدوان للكيان الإسرائيلي التبعية المباشرة وما شُنّ العدوان إلاّ خدمة للمشروع الصهيوني والذي بحول الله وقوته سيفشل ويُهزم.
وبالرغم من نشأتها إلاّ أنها كانت الإبرز وتفوقت على كثيرٍ من القنوات والماكينات الإعلامية وما كان سيتحقق هذا الإبداع إلاّ بفضل الله ثم بجهود كوكبة إعلامية كانت وما تزال تعمل كخيلة نحل للرقي بالأعلام والمحافظة على تعاليم الدين واقيم العربية اليمنية بعيداً عن الحضارة الغربية الدخيلة على ديننا ومجتمعنا العربي والمسلم. 
لقناة المسيرة إدارة وعاملين وموضفين شكراً لجهودكم الطيبة والمخلصة شكراً لعطائكم المستمر جهاداً صادقاً في الإعلام العربي الحر والمقاومة
نتمنى لكم التوفيق والسداد .



الأحد، 21 مارس 2021

بروفات ما قبل العاصفة

✍ أبو يحيى الجرموزي
ــــــ بروفات بدائية وعمليات إستباقية وأعمال إرهابية طالت كل اليمن وأستهدفت كوادره السياسية والثقافية والخطبائية والعلمائية المجتمعية والقبلية بطرق شتىّ تفجيرات وأعمال تفخيف وزراعة العبوات والإغتيالات مداهمات واقتحامات جعلت اليمن اليمن تعيش على فوهة بركانية وعلى شفاء جُرفٍ من السقوط والإنهيار والذي ما كادت لتقوم له قائمة 
اعمال خُبث أستهدفت كل الإنسان اليمني ولو توفر حتى النساء والمساجد والمدارس وفيها ومن خلالها جس نبض الشارع اليمني ومدى قابليته للخنوع والإستسلام لهيمنة الوكلاء وقبوله بتدخل الأسياد والممولين لتلك الجماعات الإجرامية التي عاثت الفساد والافساد أسرفت بالقتل والتدمير والتي طال حتى مؤسسات الدولة العسكرية والقيادية 
من صنعاء العاصمة إلى عدن وحضرموت إلى إب وسيؤون إلى تعز وذمار إلى حجة وشبوة إلى عمران إلى لحج والبيضاء إلى مارب وأبين إلى الجوف وعمران والضالع إلى المحويت إلى كل اليمن بدوه وحضره مُدنه وريفه كانت خلاياء الإرهاب تمشي وفق المشروع والقرار ( الصهيوسعوأمريكي ) 
اعمال إجرامية وتفجيرات واغتيالات وثقافات مغلوطة كانت تُمارس ضد هذا الشعب وعلى يد شرذمة محسوبة على اليمن الذي عاش عصر الموت والذي سبق عاصفة الإجرام الأُم والمربية لتلك الجماعات المتطرفة والتي أنسلخت من القيم والمبادئ العربية والإسلامية والقبلية .
إرهاب لم يرعوي ولم يتورّع وهو يثخن جراحات غائرة في الجسد اليمني المغلوب على أمره لسنوات إن لم نقول لعقود من الهيمنة الزعامة المكذوبة
إرهاب أستهدف رجال الأمن ومؤسسا الجيش ولم تسلم منه حتى وزارة الدفاع والتي اقتحمها عناصر الإرهاب السعودي الأمريكي وقت الضهيرة قتل وتصيفة مباشرة لعسكريين مدنيين وأطباء مستشفى العرضي دكاترة ممرضين أمراض ومسعفين ومرافقين وفي ميدان السبعين اهتزت العاصمة لتفجير إرهابي استهدف عرض عسكري قتل المئات من قوى الجيش والأمن إلى سيؤون ووادي حضرموت ومحافظتي لحج وأبين اعمال إرهاب وتقطعات لمدنيين وعسكرين ذُبحوا على الطريق العام أمام مرأى ومسمع العالم وقيادة الدولة والتي باتت حينها عاجزة من حماية نفسها.
وفي غمرات القتل الممنهج عاشت معظم محافظات اليمن حلقات متسلسله لعمليات إغتيال لشخصيات بارزة سياسية وعلمائية وخطبا مساجد لعل أبرزها تلك التي كانت تُنفذ بحق ابناء عدن وبأشكال يومية
إلى صنعاء تفجيرات طالت هذه المرة جامعي بدر والحشوش والبليلي وجامع الإمام الهادي بصعدة إلى محافظتي إب وذمار وتفجيري المركز الثقافي ومبنى المحافظة ( دار الضيافة) وأيضاً ان للمدارس في صنعاء وذمار وصعدة وعمران والحديدة ومارب لم تنجوا من الإرهاب ومع تساقط كوادر اليمن وقيادته العسكرية والأكاديمية وكذا التدمير الممهنج للأمكانات العسكرية والأمنية والتي كان أبرزها سقوط أكثر من سبع طائرات حربية في العاصمة صنعاء وهيكلة الجيش والأمن وسحب وتدمير اسلحة الدولة والجيش وقدراته الدفاعية الهجومية والجوية والصاروخية وخيانات بالجملة قد تجري بكل مؤسسات الدولة نتج عنها خنوع مُعلن وضعف من أعلى هرم إلى أصغر فرد .
ومع وأثناء وبعد هذه العمليات الممنهجة عاشت اليمن حالة التبعية والوصاية السعودية الأمريكية ورهن الأمر والشور لهم في كل صغيرة وكبيرة وباتوا هم المتحكمين بالقرار اليمني في الداخل والخارج.
وفي خظم الربيع العربي وثورة فبراير التي سرقتها الأدوات الرخيصة كان لزاماً على شرفاء اليمن تغيير الواقع المخزي ليثور الشعب مجدداً في 21 سبتمبر 2014 لتكون بذلك ثورة شعب قولاً وعملاً وتمويلياً وإدارةً
نجحت الثورة وهرب الاقزام وفرّ الإرهاب بقواعده وألياته وتوارت الجماعات التكفيرية وتضعضع الباطل أمام صحوة الحق 
حينها ومع الفشل السعودي الأمريكي وقطع يد الوصاية بات لزاماً على قوى الشر والإرهاب ان تزّج بنفسها لتدافع عن مشاريعها الهدّامة وفي ليلة غادرة شُنّ الحرب على اليمن تحت مباشرة من كان يموّل الإرهاب الذي زعزع اليمن لسنوات وهو يقتل ويدمر يفجر ويفخخ ولم تحقق شيئاً ومع فشل الأدوات وصحوة الشعب وقيادة الثورة اعلنت السعودية ومن امريكا بالحرب وما كانت تلك العمليات الإرهابية إلاّ مقدمة لحرب كبرى وبروفات إستباقية وكأنها مشاهد قبل المونتاج وما قبل العاصفة وما هي إلاّ تهيئةٌ لهذه الحرب والعدوان والحصار.
بعد ست سنوات ماضية سابعة ستأتي اثبت الصمود اليمني وبفضل الله فشل المعتدين وعجزوا من تحقيق نتائج شنوا عدوانهم لتحقيقها وها نحن اليوم سنطوي صفحة ستة اعوام من الحرب لنفتح صفحة سابعة سنخوضها على ثقة بالله وتوكل عليها وسيُهزم الجمع ويولّون الأدبار ثم لا يُنصرون ..

اليوم الوطني للصمود

✍ أبو يحيى الجرموزي ـــــ 
من بين الركام نهضنا ومن بين الأنقاض وعلى وقع القصف والدمار أشتدت عزائمنا الجهادية الإيمانية , ومن وسط النار والحصار أزددنا بأساً وقوة أصبحنا نصنع وننتج نجاهد نقاوم ونقارع ننتصر نتقدم على طول وعرض الجبهات العسكرية الداخلية وفي الحدود وفي العمق السعودي وكامل جغرافيا مملكة الرمال ( السعودية ) ولقيطة الصحراء (الإمارات ) كانت صواريخنا تفتك ومسيّراتنا تدمرّ وتحرق وتستهدف شركات النفط والطاقة والقواعد العسكرية وتصنيفاتها في كل شبرٍ سعودي نراه ممولاً وعاملاً مساعداً لتمويل وإطالة العدوان.
ونحن على أعتاب العام السابع من الصمود اليمني في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي يجب علينا ان نحمد الله ونشكره ونزداد قرباً منه وإليه على ما أمدنا بالعزيمة والثبات والصمود ومقارعة المعتدين رغم فارق الإمكانات والتسليح والعُدة والعتاد وليكُن شعارنا ولنزداد ثقة بالله ان كمّن فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.

سادس عام صمودٍ وجهاد هجومٍ ودفاعٍ وإستشهاد وحربُ وحصار نقابله كشعب يمني بعزّةٍ وكرامة سيُخلّدها التاريخ في أنصع أوراقه أن تحالف عالمي أُممي وعربيّ صهيوني وأمريكي بكل قواه وقوامه وعتاده العسكري ودعمه وإسناده اللوجستي وجحافل جيوشه ومرتزقته هُزموا في اليمن وولّوا الأدبار منكسرين وأمام ضربات يمانية حيدرية تمرمطوا ولهم عُقبى الخزي والذل في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم
الذكرى السادسة لسنوية العدوان على اليمن
جعلتنا نعيش ستة أعوام نجاهد الطغاة والمستكبرين والمنافقين في الداخل اليمني والخارج العربي المنطبح للامريكان والمطبّعَ مع إسرائيل وهنا كلمة السر التي بها وبفضل الله صمد اليمنيون انتصر وأنتصروا على المعتدين غزاة ومحتلين ومرتزقة رخاص مأجورين باعو دينهم لدنيا الأمريكان الزائفة ووعودهم الشيطانية وأمانيّهم الخبيثة والتي تلاشت بفضل الله ثُمّ بفضل صحوة أحرار اليمن وهبّتهم للدفاع عن اليمن الأرض والإنسان والعقيدة والحرية الإيمانية والكرامات.
 و بالتالي فإنّنا سنخوض العام السابع من الصمود على ثقة بالله بأقوى عزيمة وبأس شديد وسيكون عاماً إستثنائياً بكل المقاييس وبإذن الله سيكون عام النصر والإنتصار والغلبة على اعداء الله وشرار البشرية.
وستكون قدراتنا العسكرية والدفاعية أقوى منذِ قبل ستؤلم العدو أكثر في كل مواقعه الحيوية والعسكرية ومراكز قراراته وستحدث شرخاً في منظومته العسكرية والقبلية والمجتمعية .
اليوم الوطني للصمود هو يومٌ يستذكر فيه اليمنيون الشرارة الأولى للعدوان واولى جرائمه بحق المدنيين في صنعاء العاصمة حي المطار واللتي راح ضحيتها ما يزيد عن ثلاثين شهيد وعشرات الجرحى جلهم من آل الجرموزي وآل الريمي واللتان استشهد جُل الأسرتين وكذا مجرزة البقع وجرائم أخرى. 
سادس عامٌ مضى وسابع سيأتي لم تفصلنا عنه سوى أيام وتحلّ علينا ذكراه الذي يصادف 26 مارس 2015م 
عام سابع سيحل علينا فيه يجاهد اليمنيون فيه يثبتون وينتصرون بعون الله بفضله وبقوّته التي لا تقهر ولا تضعفها أي قوة مهما كانت وفيه يُغاث اليمنيين ويستردون حقهم الملسوب وسيادتهم المنتهكة من قبل أراذل البشرية والمستكبرين. 
سبعة أيام رأها تحالف العدوان أيام حربه على اليمن وإعادته للوصاية وتحت الهيمنة السعودية الأمريكية
فكان إن خضنا فيه ستة إعوام نواجه فيها تحالف عربيٌ وعالمي بصبر وثبات وبصمودٍ مُنقطع النظير لا يتضعضع وبمعنويات لا تنكسر وهامات عالية لرجال لا تتزحزح مكفولٌ لها العزة والغلبة مهما مكر الأعداء وتعربد الأقزام فهم إلى الخسة والإنهزام ونحن إلى العزة والإنتصار ولن نُخذل ما دُمنا في خطّ الله نسير. 
وها نحن نودّعُ سادس أعوام العدوان والصمود الوطني متوكلين على الله واثقين به ومعتمدين عليه وأن الفضل له والمنّة له على أمل الدخول في العام السابع توالياً ونحن بأقوى عزيمة وبأساً وأشد تنكيلاً بالأعداء ونسأله الثبات والعون والمدد والرحمة والتأييد وسيكون عامٌ مختلفٌ عن الأعوام الماضية ولن نكون للأعداء إلاّ عذاباً من بأس الله نُعذّبهم ومن قوة الله لن نرأف بهم إن استمروّا في عدوانهم 
ان جنحوا للسلم جنحنا له وإن عادوا عُدنا وعاد الله معنا ولينصرنّ الله من ينصره .. 

الجمعة، 12 مارس 2021

توازن الردع السادسة لن تكون الأخيرة ولن تتأخر السابعة

✍ أبو يحيى الجرموزي
ــــ ـــ رعبٌ سادس كعادة توازن ردعه يطال السعودية كنظام مُعتدٍ ستهدف عمقها وأقصى شرقها في مدينة الدمام إلى الظهران ومواقع عسكرية وحيوية في مختلف مُدن مملكة الرمال والقوة الديكورية والزجاجية
عملية عسكرية يمانية مشتركة تحت مُسمى عملية توازن الردع السادسة نفذها سلاح الجو المسيّر بـ 14 طائرة وبـ 8 صواريخ باليستية جاء الإعلان عنها من قبل المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية متوعداً النظام السعودي بعمليات أقوى إن هو أستمر في تماديه وتعدّيِه وحصاره بحق الشعب اليمني 
و إلى رأس التنورة توازن الردع السادسة لن تمون الأخيرة في الوقت الذي لن تتأخر السابعة والثامنة وتاليها كما قلنا وأكدناها وسنؤكدها تأديباً لقوى العدوان هكذا قالها العميد سريع سنؤدب النظام السعودي ومن يقف في صفه متحالفاً حرباً وحصاراً وتمييعاً لليمن الأرض والإنسان والهُوية . 
قُصف الميناء في رأس التنورة واستطاعت القدرات اليمنية تسيير وإطلاق طائراتها المسيّرة وصواريخها الباليستية لمسافة خيالية تزيد عن 1400 كيلومتر تجاوزت الحدود والعمق السعودي والوسط وتخطّت دويلات ومحميات الخليج وتساقطت حُممٌ باليستية على منشأة طالما درّت نفطاً للأمريكان الذي أزعهم الإستهداف.
مسافة كبيرة ليس بحسبان النظام السعودي أن تطاله اليد اليمنية والتي كان لها كلمة الفصل رأس التنورة أحرق والضرع الذي يشعقه الأمريكان بات هزيلاً حيث لم يعُد كما كان مُدرّاً جرّا الإستهداف الذي أحرق أرامكو التنورة لتتوقف الصادرات ومعامل الإنتاج وأُخرجت بعض الصهاريج عن الخدمة.
وتزامناً مع استهداف ميناء رأس التنورة ليلتها لم ينام النظام السعودي وزبانيته ومنافقيه حيث تعرضّت مطارات أبها وجيزان وخميس مشيط لعمليات من هذا النوع الذي كان بمثابة الرادع والقوة التي أبكت تحالف العدوان وحتى مرتزقته المحسوبون على اليمن وأدانوا الأستهداف حسب زعمهم وظهروا مدافعين عن السعودية أعظم دفاعاً من المرأة عن زوجها وهو ما يدلّ عن خليط نجس جمع ألسُن هولاء المرتزقة رغم اختلافاتهم إلاّ أنهم توحدّوا مع هذ الاستهداف توحدوا بوحدة لن تُجديهم نفعاً إلاّ ما أضرتهم.
نعدُ النظام السعودي بالمزيد والمزيد من هذه العمليات الرادعة حتى يرعوي عن غيّه وجرائمه بحق الإنسانية في اليمن وافتعاله الأزمات في الوسط العربي والإقليمي 
وإن أستمر وظل متعربداً فلن يفلت من العقاب والردع السابع والثامن حتى المئة وها نحن في المراحل الأولى من عمليات الوجع الكبير والتي سيتأذى منها العدو نظير عدوانيته وهي التي بفضل الله ستؤدبه كثيراً وستطال شظاياها كل من له بصمة في الحرب والحصار على اليمن الذي يتوّعدهم وهو أهلٌ للفعل قبل القول.
يجب عليه أن يتدارك الأمر بجديّة أن أراضيه ومُدنه وشركاته النفطية والحيوية ومطاراته أصبحت تحت اليد اليمنية وستُصفع كيف ومتى واين شاء اليمن وعليه ويتفهم الأحداث ويوقف حربه وحصاره قبل ألّا ينفعه الدم ولن يقيه الأمريكان بشيء ممّا وعدوه فهم ليس محل ثقة فقد تخلّوا عن عملاء سابقين وتركوهم يعانون المواجهة لوحدهم وهو ما ينتظر النظام السعودي وأنظمة الخليج إن آثروا عبودية اليهود والنصارى عن الله جل في علاه قاصم الجبارين ومُبير الظالمين وهو الغالب على أمره .
وها نحن بفضل الله وبفضل ثقتنا به واعتمادنا عليه نسير طريق التحرر والاستقلال حتى نيل سيادة القرار والعمل وجهادنا في مواجهة أئمة الكفر والنفاق وكذا التضحية وقوافل الشهداء وهمة الرجال المجاهدين الصادقين هو السلام الحقيقي وهو الذي سيتكفل بتحرير اليمن من الأنجاس ومرتزقتهم الأقزام ..

فذوقوا فلن نزيدكم إلّا عذابا

✍ أبو يحيى الجرموزي
ـــ ــ تزامناً مع الذكرى السنوية للشهيد القائد وفي خظم الأحداث وسير المعارك المحتدمة بين الحق والباطل بين الخير والشر ومع أقترابنا من الذكرى السنوية السادسة للعدوان ( اليوم الوطني للصمود )  
دُشّن بالعاصمة صنعاء معرض الشهيد القائد للصناعات العسكرية اليمنية 
لنعيش ذكرى للشهيد ومن مشروعه القرآني ولصمود ست سنوات من الحرب والحصار ها نحن نجني ثمار الصبر والجهاد والتضحية في سبيل الله 

معرضٌ جعل العدو كالذي يتخبطه الشيطان من المس هكذا ظهر قادة وزعماء تحالف العدوان والمرتزقة وهم يشاهدون إفتتاح معرض الشهيد القائد للصناعات العسكرية اليمنية بكافة أنواعها وأحدثها وأقواها باليستية وطائرات مسيّرة بعيدة وقصيرة المدى وأسلحة خفيفة ومتوسطة ومدافع ذات تأثير قوى تذوّق العدو مُرّ عذابها في مختلف الجبهات إضافة إلى الألغام البحرية الكفيلة بإغراق بارجات العدو وسُفنه وأساطيله البحرية المعادية.
معرض الشهيد القائد ( رضوان الله عليه ) معرض حوى بين جدرانه نماذج من الصناعات العسكرية اليمنية نال شرف افتتاحه رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير مهدي المشاط يرافقه عدد من الوزراء وقادة الدولة ومن خلاله شاهدنا وشاهد العالم قوة اليمن وقدراته العسكرية الجوية والبحرية والبرية في ضل الحرب والحصار لستة أعوام مضت وعامٌ سابعٌ سيحل علينا بعد أيام. 
وبما أننا في اليمن نحمل حق مشروع وقضية مقدسّة ها نحن وبفضل قهرنا المستحيل وأبدعنا طوّرنا وصنعنا 
صواريخ باليستية متنوعة ذات مديات بعيدة وقصيرة وتأثيراتٍمهولة قاهر والبركان وعائلة بدر والزلزال والنجم الثاقب والفتى اليمني الطائر نكال والقاصم وذو الفقار وجديد الصناعة الباليستية سعير إضافة للقدس المجنح وطائرات قاصف والصماد بأجياله ليبقى الجيل الرابع مرعب بصواريخ أرض جو المتطورة والدقيقة حيث بإمكانها ضرب الأهداف ثم العودة إلى قواعدها .
ولعلّنا رأينا مالم تره العين قط طائرات مسيرة حديثة كـ شهاب وخاطف ووعيد ذات المدى البعيد والذي بإمكانها تجاوز الأراضي المحتلة في فلسطين إضافة إلى دبابة السماء رجوماً للشياطين طائرة رجوم وعدد من طائرات الإستطلاع الذكي لعل طائرة نبأ وكذا الألغام البحرية المُخيفة .
نماذج عسكرية تثلج الصدر ذات الصناعة المحلية يمنية بحته كسرت الحواجز وتخطّت الصعّاب وأذلّت قوى الطغيان أحجمته أرهبته وإدخلته في حالة رُعبٍ وموت سريري وإنهزام دنيويّ وأُخرويّ 
ما شاهدناه وشاهده العالم ليس إلاّ القليل من القدرات اليمنية وما خُفيّ كان أعظم وأمرّ على العدوا وأدواته اللقيطة المحلية الأجنبية المأجورة. 
إن اليمن كانت مرصادا للطاغين والمعتدين مئآبا وللغزاة قبراً وهلاكا ولمن جاءها غازياً إلاّ دفنته وقطعّت أوصاله شرّدته ونكلّت به وإلى الضياع والمستقبل المجهول رمته قزماً وصاغراً وعبداً مملوكاً  لهوى الشيطان حيران ليس له وطنٌ يأويه أو شعبٌ يضمّه ويحتضنه فذوقوا فلن نزيدكم إلاّ عذابا ولن تزيدكم الحرب على اليمن إلاّ ذُلّاً وخسارة .. 

الأحد، 7 مارس 2021

العريس الشهيد ( يوسف الصديّق وشبل الكرام )

✍ أبو يحيى الجرموزي
ــــ عظيمٌ بإيمانه بوعيه باخلاقه وثقافته
عظيمٌ عاش مجاهداً بنور القرأن وبسلاح الإيمان قارع الظالمين وجاهد المعتدين 
انطلق جهاداً في سبيل الله ولاحدى الحُسنيين سعى كابر رابط صابر وصبر تحمل وعثاء المعاناة وقسوة الحياة وجور المعتدين
وثق بالله ناصراً رامياً قاتلاً قاذفاً الرّعب في قلوب المجرمين مُذلاً مُهيناً , وللمؤمنين مُسدّد الخُطى مُثبّتَ الأقدام مصوّب الرمي مُعزّاً مكرماً ناصر جُنده حزبه وأولياءه.
عريسٌ كان ينتظره الخميس عريساً يزفه الأهل والأحبة والأصدقاء وجموع من رفقاء الجهاد والمسيرة القرآنية إلى قصره الذهبي وعشّ الحياة الزوجية ليبني الحياة إعماراً باشبال الجهاد كُرماء النسب أصيليّ الأخلاق 
ذك هو شبل الكرام شبل آل المروني الشهيد العريس علي عبد اللطيف المروني ( يوسف الصديّق ) من أهالي المرون بمحافظة ذمار آنس الإباء الذي ما تخلّت يوماً من رفد الجبهات بالمقاتلين وتوديع فلذات أكبادها شهداء في سبيل الله نصرة لدينه ولعباده المستضعفين في مواجهة تحالف العدوان
كان على موعد زفافه الميمون يوم الخميس القادم ليودّع حياة العزوبية كغيره ممن سبقوه
لكنه آثر الجهاد على البقاء في البيت للترتيب والتجهيز للعرس
وإلى جبهات القتال عاد مُنكلاً بأعداء الله يهودٌ ومنافقين ومرتزقة أقزام الإنسانية
ومع اشتداد المواجهة وتقدمات المجاهدين في جبهات مأرب وبما أن الله لا يضيع أجر المحسنين ولكل ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله كحال شهيدنا علي أبو يوسف المروني الذي أرتقى شهيداً مقبلاً غير مدبراً ليُزّف اليوم شهيداً إلى جنة الفردوس 
كان ينتظره الأهل وفي مقدمتهم الأب والأم أن يُزفّ عريساً ليفرحوا بفرحة عرسه الدنيوي
لكن الله يصطفى من عباده من يشاء يكرمهم يحسن إليهم يمنحهم يعطيهم الجزاء الأوفى والنعيم الخالد في جنة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا
لقد قبل هجرته وفاز بالرضوان ليُزفّ شهيداً يحمله الأهل على الأكتاف بعزة وكرامة ورضاء بما قسمه الله والذي وهبه الوسام الراقي نظير عطاءه الصادق 
وما يُلّقاها إلاّ الذين صبروا وما يُلقاها إلاّ ذو حظٍ عظيم أختاره الله شهيداً صنع بدمه ودماء رفقاء الشهداء إنتصاراً زاخراً على مشارف مأرب المدينة والتي عمّا قريبٌ ستحتفل بالإنتصار والتحرير
الشهيد علي عبد اللطيف المروني يوسف الصديّق زُفّ اليوم شهيداً له من اللذة طهرٍ من حوريات الجنة التي أختصهنّ الله لمن صدق من عباده جاهدَ سجد وأقام صلاته وقاوم رفضاً القهر والإستذلال وإلى الجنة بروح وريحان وجنة نعيم غادرنا حياً إلى الله فرحاً بما أعطاه الله مستبشراً بالذين من بعده ألاّ خوفٌ عليهم و لا هم يحزنون .
وها هو زفّه الاهل والرفقاء وكل الشرفاء عريساً نال ما تمنى وسعى إليه وبأُحدا الحُسنيين فاز بالوسام الأسماء والحسنة الاغلى فازب وربُ الكعبة وحصد ما زرعه منذُ انطلاقته الصادقة والتحاقه بالمسيرة القرآنية ولحق اليوم بركب العظماء شهيداً وهي بحق من يسابق إليها من تاجر مع الله التجارة الرابحة. 
رحم الله شهيدنا 
ورحم الله ورفيقه الشهيد / طه محمد المروني 
ورحم الله كل الشهداء 
وهي لـ آل المروني أُسرة العطاء والصدق والوفاء 
سلام الله عليكم وأنتم تجودون بخيرة أخياركم حُباً لله وفي سبيل تحرير اليمن من دنس العدو وشر إرهابه
وهي لوالديّ الشهيد سلام الله عليكم 
ونعم التجارة والقربان الطاهر الذي بذلتوه في سبيل الله وعزة الأمة والدين
تقبل الله منكم العطاء وعظّم الله أجركم 
وأحسن عزاؤكم وألهمكم الصبر والسلوان
وهي لكل أُسر الشهداء طبتم يا من حزتم درجة العطاء وعظيم التظحية يا من بنيتم لبنات العز والمجد في تراجيديا الاسلام الشامخ ..

هل يعي النظام السعودي الخطر القادن

هل يعي النظام السعودي الخطر القادم ✍ أبو يحيى الجرموزي  النظام السعودي ومن خلال المراوغة والهدنة القاصرة يبدوا انه استغل التواضع والحكمة ال...